نعى الناعي،إلي،وأنا خارج البلد،سيّد السادات والكبير ابن الكبير:يحي ولد فال ولد منكوس.
إنه أحد رواد "النهضة"الأوّل وجنود "القضية"،قضية العقيدة والانتماء وأحد الآباء المؤسسين الأفذاذ،للدولة الموريتانية ورموز الوطن ذوي السبق،في انتزاع استقلاله وصيانة وحدته وانسجام مكوناته وأحد القلة،من رجالات بلدنا وساسته الذين عرفوا،بأنهم يصدعون،بالحق،لا تأخذهم،فيه،لومة لائم...
ولقد كان،من حسن حظي،وأنا،في الثمانينيات، ناشط طلابي(أو طالبي،على قاعدة النسبة للمفرد )ثم رئيس منتخب للاتحاد الوطني للطلاب والمتدربين الموريتانيين،أن قربت،من هذا الطود الوطني الشامخ والعظيم والنخلة اليعربية الباسقة وتعرفت، عليه وعلى خلقه الحسن وعمقه الثقافي والفكري .
وكان،وقتئذ،الوزير المكلّف بالتعليم العالي. وبتلك الصفة،واكب مسارنا و آوانا،في مكتب خاص،بنا،قريبا،من مكتبه،منذ البدايات الانتخابية الأولى ومراحل التحضير،فاتحا،لنا،بابه ومتحملا،بروح الديمقراطي المتفتح وسعة صدرالأب الحنون ،استقلاليتنا الزائدة واندفاعنا المطلبي الثائر،ضد الحكومة التي يحاورنا،باسمها.وقد أفتتح مؤتمرنا،مخاطبا عشرات المناديب الممثلين لمختلف المؤسسات الجامعية العليا والمعاهد والمدارس الفنية والمهنية ومن كافة دول العالم،حيث كان يوجد طلبة ومتدربون موريتانون،بكلمات مؤثرة بالغة الدلالة؛ما يزال،إلى اليوم،الكثيرون،منّا-وأنا،منهم،يحفظون بعضها،عن ظهر غيب ويتمثلونها،بصوته الجهوري المدوي وأسلوب رجل الماضي والحاضر المخضرم الذي لا يملّ سماعه ولا يردّ،له،قول...
ولقد دأبت،منذ يومئذ،على التواصل،معه،كلما أتيحت الفرصة،لذلك أو أخذ أخباره، استمرارا لعهد وود استحقهما،علي وعلى كل من عرفوه،عن قرب أو حظوا بلقائه والتعامل،معه.
وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم،بخالص التعازي وكامل المواساة،لأهل العصابة والكران،بشكل أخص ولكافة الموريتانيين و لأهل منكوس الكرام وللأهالي جميعهم،في أرومة المجد والسؤدد والشرف الرفيع التي انجبت الفقيد.وأخص أبناء الراحل الكبار والصغار،عليهم،أمان الله وحفظه:محمود وفال وسيديا ومحمد عبدالله ومحمد رمظان وبناته الكريمات الماجدات:العالية وتنوبه وميم ومنة وعائشة.
والله الكريم أرجو أن يرحمه،برحمته الواسعة ويخلده في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجازيه خير الجزاء،عما قدّم،من عطاءات كريمة،للوطن والمواطن.
ولله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حمود ولد عبدي