مستقبل شباب "الحيط" بعد فوز ترامب..

بعد فوزه عام 2016 أعلن دونالد ترامب عن عزمه على إيقاف جميع المشاريع الاجتماعية التي أطلقها سلفه باراك أوباما، وعلى رأسها قانون الصحة Obama Care المعروف.

ولكن ترامب واجه معارضة شديدة من مجلس الشيوخ، وحتى من داخل الحزب الجمهوري حيث صوَّت سيناتور جمهوري ضد الرئيس ترامب، وهو ما مكَّن من إنقاذ قانون الصحة.

هذه المرة يبدو الأمر مختلفا تماما، حيث أنه من المنتظَر أن يُحقِّق ترامب نجاحات على جميع الأصعِدة وليس فقط الفوز بالبيت الأبيض، وهو ما سيُتيح له تطبيق غالبية نقاط برنامجه الانتخابي بأريحية. كما أنه يحظى بدعم شخصيات معروفة من الحزب الديموقراطي (روبرت كندي مثلا وهو ابن أخ الرئيس الأسبق جون كينيدي).

ومن أهم الملفات التي تنتظر الرئيس ترامب الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط ولكن على المستوى المحلي فإنه أعلن عشرات المرات عن عزمه على طرد أكبر عدد من الأجانب، ابتداء من 20 يناير المقبل.

طبعا الولايات المتحدة دولة قانون، ولا يمكن حتى للرئيس أن يقوم بأي عمل خارج إطار القانون، ولكن الأغلبية التي سيحصل عليها في المحكمة العليا وكذلك في المجالس التشريعية ستُتيح له إصدار قوانين تتماشى مع النهج الجديد.

في ما يتعلق ببلادنا، موريتانيا دولة تم تداول اسمها على نطاق واسع في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، في خضم الحملة الانتخابية وعندما بلغت حدة الاستقطاب ذروتها، وهو ما قد يُعرِّض الشباب الذي يعيش خارج إطار القانون للطرد من البلاد.

وعليه أنصح الشباب المتواجد داخل الولايات المتحدة بأقصى درجات الحيطة والحذر. عليهم باحترام القانون الامريكي في أدق تفاصيله، وحتى تلك النقاط التي لا يوافقون عليها أو لا يفهمون أهميتها.

الشباب الذين يعيشون في مدينة دترويت بولاية ميشيغان مثلا يعلمون أن بها جالية كبيرة من العرب والمسلمين، ومع ذلك فاز بها ترامب، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة بصدد التوجه بشكل واضح نحو سياسات يمينية أو حتى يمينية متطرفة.

كما أنصحهم بالابتعاد عن المسلكيات التي قد تصدم جيرانهم أو زملائهم في العمل، كي لا يقوم هؤلاء بتقديم شكاوى ضدهم لدى الشرطة، بتهمة الازعاج أو عدم احترام القانون الداخلي للحي أو العمارة أو ما شابه..

أما الشباب الذين لا يزالون في موريتانيا ولديهم مشروع "الترصاف"، فأنصحهم بصرف النظر نهائيا عن هذا المشروع، وأُذكِّرهم أنني سبق وأن نصحتهم بالترصاف عندما كنتُ ارى له مردودية عليهم، وهو ما سبَّب لي مشاكل مع السفارة الامريكية حيث لم تتم دعوتي لأي تظاهرة داخل السفارة منذ ذلك التاريخ، ومع ذلك سأظل أسعى لما فيه مصلحة الشباب الموريتاني مهما كلفني ذلك.

وأخيرا نصيحة للشباب المتواجد حاليا في المكسيك أو في أي دولة أخرى من دول أمريكا اللاتينية : أتفهم تماما حيرتكم، لأنكم في منتصف المسافة.

شخصيا أنصحكم بالعودة إلى أرض الوطن..

كان الله في عون الجميع…