التأم في مدينة دكار، عاصمة جمهورية السنغال، الملتقى الرابع لتحالف الغرب الإفريقي لدعم قضية فلسطين والقدس، جاء المشاركون من شتى أنحاء
القارة الإفريقية: من السودان ومصر، ومن النيجر ومالي، ومن غامبيا وساحل العاج، ومن بركينا فاسو وغنيا كوناكري، ومن تونس ومن موريتانيا، ومن المملكة المغربية، ومن الجزائر، ومن ليبيا بالإضافة إلى السنغال، الدولة المضيفة.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع التاريخي، في سياق طوفان الأقصى، الذي انطلق يوم 7 من شهر أكتوبر2023م، ثم توالت الأحداث العاصفة، وشهد العالم تدفق شلال من الدماء الزكية، توالى مواكب ارتقاء الشهداء رجالا ونساء، صغارا وكبارا، وتم تدمير مدينة غزة، وما حولها من القرى والمدن والبلدات، فوق رؤوس سكانها، وتم تهديم المرافق العامة والبنى التحتية من مساجد وجامعات ومستشفيات ومصانع ودور أيتام ومساجد وكنائس. باختصار لم تبقي الآلة الحربية الصهيونية المجنونة حجرا على حجر في غزة العزة، وعايش العالم هذه الهجمة الشرسة لحظة بلحظة، وانقسم العالم
إزاء ذلك إلى فريقين اختار الفريق الأول، الذي يمثله الغرب، الذي انحاز إلى العدو الصهيوني، الحاقد على الإنسانية، بل وتفوق عليه في العدوان، حين مده بكل ما يحتاج إليه وبما لا يحتاج إليه من عتاد حربي ومن وسائل الفتك ومن غطاء دولي شرعي مزيف؛ وقف الفريق الآخر إلى جانب الحق، وهم الشرفاء من كل أنحاء العالم وساندوا الشعب الفلسطيني بكل قوة ووقفوا معه وقدموا له العون المادي والمعنوي قدر المستطاع، وهنا يبرز الدور الإفريقي الذي قادته جنوب إفريقيا
التي قامت بعمل تاريخي بطولي حين رفعت تلك الدعوة الشهيرة أمام محكمة العدل الدولية وصدرت أحكام تجرّم الصهاينة وتطالبهم بوقف الحرب المدمرة، التي يقودها مجرم الحرب النازي بنيامين نتنياهو ومن معه من القتلة الصهاينة. ثم توالت المواقف الإفريقية الإيجابية الداعمة للشعب الفلسطيني، وكان من أهمها مناصرة الشعب والحكومة السنغاليين لفلسطين ولأهلها الشرفاء، وذلك بهذا الموقف الشعبي البطولي الداعم للقضية الفلسطينية حين قدموا ما يستطيعون من الجهد والإسناد، و في هذا السياق نشيد بموقف رئيس جمهورية السنغال وبموقف رئيس وزرائه، اللذين أعلنا بلا تردد جهارا نهارا بأنهم منحازون الى الشعب الفلسطيني في مطالبته بحقوقه، وطالبوا العالم الإسلامي باتخاذ موقف حاسم تجاه ذلك.
ولكم يا سيادة الرئيس، ولكم يا معالي رئيس الوزراء، ولكم أيها الشعب السنغالي الأبي تحية إجلال وإكبار على موقفكم النبيل وعلى استضافتكم هذا الملقى بكل أنواع التكريم وبكل أريحية.
انطلاقاً من المعادلات الجديدة التي كرسها طوفان الأقصى على الأرض، وعلى
امتداد قارات العالم؛ بناء على تواتر إجماع الشرائع السماوية على تحريم الظلم والبغي ووجوب مقارعة الظالم حتى يرتدع ومناصرة المظلوم حتى ينتصف ويأخذ كامل حقوقه؛ بناء على الموقف الإيجابي للشعب السنغالي ودولته وقيادته، في دعم إسناد الشعب الفلسطيني في جهاده لاسترداد حقوقه كاملة، وتحرير مقدساته
بناء على الإجماع الدولي القاطع اليوم، في أن الشعب الفلسطيني قد تعرض لأكبر وأبشع ظلم في التاريخ البشري كله؛ بناء على وجوب الوقوف أمام هذه الهجمة البربرية البشعة، التي يشنها النازيون
الجدد على الشعب الفلسطيني، وعلى مقدساته وعلى كل مكوناته بناء على كل هذا نعلن نحن المشاركين في ملتقى دكار الرابع، الآتي:
*أولا* نطالب الحكومات والدول الغربية، أن تكف عن المشاركة في هذه الجريمة النكراء ضد الإنسانية، التي ترتكب في فلسطين عموما وفي غزة خصيصا، بأدواتهم وبأسلحتهم وبدعمهم غير الشرعي، وأن يتوقفوا عن دعم الكيان الغاصب، الذي يمكنهم من ارتكاب هذه الجرائم.
*ثانيا*، نطالب الدول الإفريقية، التي أبرزت هذه المواقف البطولية، بتقديم مزيد من الدعم وأن يوحدوا موقفهم وأن يعلوا صوتهم في المحافل الدولية،لتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد كامل حقوقه وعلى كل أراضيه.
*ثالثا* نطالب، نحن الموقعين على هذا البيان، بإيقاف هذه الحرب المدمرة فورا ودون أي تأخير، لأن استمرارها يعني بكل بساطة، مزيدا من القتل والتشريد وهدم كيان الشعب الفلسطيني العزيز.
*رابعا*، نطالب الحكومات الإفريقية، التي لها علاقات بالكيان الصهيوني الغاشم، بقطع العلاقات الدبلوماسية وأن يوقفوا كل تواصل مع هذا الكيان المتمرد على القانون الدولي.
*خامسا*، نذكر هنا بأنه لا مكان لهؤلاء الهمجيين الصهاينة، في دول ديمقراطية ووسط شعوب ذاقت ويلات الاستعمار، وعليه يجب إغلاق كل السفارات و البعثات الدبلوماسية والاقتصادية وكل أوكار التجسس على تراب قارتنا العزيزة الأبية.
*سادسا*، نؤكد تأييدنا الكامل لكل حركات و فصائل المقاومة في غزة وفي الضفة وفي غيرها، و نشد على أيديهم ونساندهم إلى أن تتحقق أهدافهم في دحر عدوهم وتحرير كافة فلسطين.
*سابعا*، نطالب مؤسسات المجتمع المدني بكل توجهاتها وبكل مكوناتها وتشكيلاتها، أن تقوم بتعزيز دورها في دعم الشعب الفلسطيني بصورة أكثر قوة وأشد تأثيرا.
*سابعا*، ندين كل أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، و نؤكد بأن التطبيع خيانة كبرى بالمعيار الشرعي وبالمعيار القانوني و الأخلاقي، كما يعني التطبيع المشاركة، بصورة مباشرة في حملة الابادة الجماعية التي تستهدف استئصال كافة الشعب الفلسطيني.
في ختام هذا الملتقى نجدد الشكر والتقدير للشعب السنغالي المضياف، كما
نجدد شكرنا وتقديرنا للقيادة السياسية السنغالية، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد (بشير جوماي في) وحكومته، وعلى رأسها السيد الوزير الأول. كما نجدد التزامنا ووقوفنا إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين وإلى جانب كل الشرفاء المقاومين في فلسطين وفي غير فلسطين، متمسكين
بوعد الله القاطع الجازم:
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ] سورة المجادلة: [21
حرر في دكار يوم الأحد: 7 محرم، 1446هـ 14، يوليو 2024م.