ولد الغزواني يقود الاتحاد الإفريقي في أوَج أزمات القارة

ليس الإجماع منعقدًا على ولد الغزواني في موريتانيا فقط، فقد تم ترشيحه لرئاسة الاتحاد الإفريقي بإجماع دول شمال القارة، وتم التصويت عليه بإجماع القادة الأفارقة، من المغرب إلى جنوب إفريقيا..
ليست المرة الأولى التي تترأس فيها موريتانيا هذا المحفل الإفريقي الكبير، لكن الجديد هو عدم استحقاقها لهذه الرئاسة بموجب ترتيب الحروف الانجليزية ، حيث نِلنا الرئاسة في المرة السابقة بعد اعتذار دولة جارة، يبدأ اسمها مثلنا بالحرف M..
يتسلم ولد الغزواني الرئاسة، والتوتر يعم أغلب أرجاء إفريقيا..
حربٌ طاحنة في السودان، وجرح ليبيٌ لم يندمل بعد، ووضع تونسيٌ خاصٌ جدًا ، والتنافر التقليدي بين المغرب والجزائر على أشده، وقضية الصحراء الغربية تراوح مكانها، وتزيد من الاستقطابات داخل الإتحاد الافريقي..
هذا في منطقتنا العربية الأفريقية ، أما الوضع في الساحل فهو الأخطر منذ استقلال المستعمرات عن فرنسا..
بوركينا، مالي، والنيجر، على فوهة بركان، وما اتشاد ببعيدة عن ذات الفوهة..
وسط إفريقيا غير آمن بالمرة، وأزمة البحيرات الكبرى تستدعي قوات لحفظ السلام، وشرق القارة يزداد سخونة بسبب انشقاق "أرض الصومال" وتحالفاتها الجديدة، وبسبب تبعات سد النهضة الأثيوبي على الأمن المائي في السودان وفي مصر ..
متغيرات عديدة في الماما آفريكا، ثابتُها الوحيد هو كون موريتانيا اليوم ليست على خلاف مع أي بلد إفريقي ..
يأتي ⁠الإجماع على تقديم ولد الغزواني، رغم تناقض سياسات الدول الداعمة لترشيحه أصلًا،
تتويجًا ⁠لعلاقات متّزنة مع الجار ذي القربى والجار الجنب، وتثمينًا للثقة التي نتمتع بها لدى الشركاء، في أوروبا واميركا والعرب في (الخليج) وكلها ستشكل دعما مهمًا لأفريقيا خلال المأمورية الموريتانية.
⁠ملفاتٌ كثيرة تنتظر الرئاسة الموريتانية للاتحاد الافريقي ، أبرزها ضبط التوازن في علاقات إفريقيا بمعسكرين شرقي وغربي يتصارعان، وكأنهما عادا إلى حقبة الحرب الباردة..
بالتأكيد سيكون ⁠الهدوء السياسي الداخلي في موريتانيا، والنجاحات التنموية معيناً لولد الغزواني في تقديم تجربة مقنعه للآخرين..
ولد الغزواني، من بين الرؤساء الأفارقة القلائل، إن لم يكن الرئيس الوحيد المرحب في الساحل الافريقي، وفي المغرب العربي، وفي كل بلد إفريقي، وتلك أهم أركان إطفاء حرائق القارة..

عبد الله اتفغ المختار