خسارة المرابطون أمام الرأس الأخضر ليست نهاية المطاف .

من المسلمات في عالم كرة القدم أن هناك فوزا و تعادلا و خسارة .
طالما فرحنا بالفوز ينبغي أن نرضي بالهزيمة.
فالخسارة ليست نهاية المطاف.
و من لا بقبل الخسارة في عالم كرة القدم عليه أن يتوقف عن التشجيع
لأن الخسارة مثلها مثل الفوز أو التعادل جزء من لعبة كرة القدم .
لعل هذا هو سر الإثارة و المتعة .
أقل ما يمكن ان يقال عن مشاركة المنتخب الوطني المرابطون المشرفة للمرة الثالثة تواليا علي مستوي بطولة كأس أمم إفريقيا نسخة كوتديفوار 2023 و التأهل المستحق إلي الدور الثمن لنهائي و لأول مرة أمام نظيره الجزائري هو إنجاز تاريخي غير مسبوق .
تمكن خلاله القائمون علي شأن رياضة كرة القدم و عناصر المنتخب الوطني الحالي من تحقيق ما عجز عنه رؤساء الإتحادية الموريتانية في الماضي وتشكيلات المنتخب الوطني المرابطون في السابق طيلة الخمسين سنة من قيام الدولة المركزية دون المرور إلي هكذا مناسبات قارية إفريقية و لو لمرة واحدة .
يأتي خروج المنتخب الوطني المشرف من الدور الثمن النهائي من بطولة أمم إفريقيا بعد تلقيه هدفا عن طريق ركلة جزاء سجلت في الوقت القاتل علي بعد 3 دقائق من نهاية عمر المباراة .
إثر خطإ فادح مشترك بين اللاعب الوطني البديل Yassine و حارس المرمي المتألق في البطولة Niass .
في لقاء تميز بالأداء البطولي و بالندية أمام منتخب الرأس الأخضر العنيد المتصدر لمجموعته علي مستوي الدور الأول ب 7 نقاط.
في حين يجمع و يؤكد بعض المراقبين الرياضيين علي أن كرة القدم لعبة اخطاء قد تحصل من حين لآخر علي مستوي اللاعبين و حراس المرمي و الحكام و إن كان هذا الأخير قد تقلصت أخطاءه باعتماد تقنية الفأر .
تفاصيل شكلت في عمومها جزئيات اللعبة.
بينما ينظر إلي الحارس بأنه نصف الفريق إذا ارتكب خطأ واحدا فقط
سيكون كفيلا بإسقاط فريق بأكمله و تكليفه خسارة غير مبررة .
لذا هو اللاعب الأكثر تأثرا بأي شئ علي أرض الملعب و الأكثر حساسية في كل الظروف .
فهو بالتالي يتحمل مسؤولية كبيرة و هي حماية مرمي من 7 أمتار.
لاشك أن المنتخب الوطني المرابطون قدم مستويات إستثنائية عالية ضمن بطولة أمم إفريقيا CAN 2023 حقق خلالها تأهلا تاريخيا إلي الدور الثمن النهائي.
سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي مع لعبة كرة القدم و سيرفع سقف الطموح في قادم البطولات و المناسبات الرياضية .
لذا تحتاج كرة القدم الموريتانية اليوم أكثر من أي وقت مضي إلي لفتة دائمة و دعم خاص و تشجيع و رعاية و مؤازرة مستمرة بغية الوصول إلي المقاصد و و الأهداف الرامية لتعزيز المكاسب و خلق بئة مناسبة للإستثمار في رياضة كرة القدم .
و عليه فإن كرة القدم استطاعت عبر سرعة انتشارها و استقطابها لشعوب العالم بمختلف انتماءاتهم و طوائفهم و أعمارهم أن تجعل منهم حالة تعكس مدي التلاحم الوطني و الإنتماء للوطن و الهوية الوطنية الجامعة بعيدا عن الإنتماءات الضيقة الأخري .
حيث يظل الإستثمار الوطني في مجال رياضة كرة القدم مطلبا ضروريا وفرصة متاحة لرجال الأعمال الموريتانيين بقصد الإنخراط في استثمار واعد و النهوض بالقطاع الرياضي و الخروج به من رحم المعاناة .
في ظل سعي الإتحادية الموريتانية لكرة القدم برئاسة السيد أحمد ولد يحي في إطار التعاون مع الوزارة الوصية إلي إرساء سياسات ناجعة للنهوض بلعبة كرة القدم القاعدية من داخل عمق الأحياء الشعبية و إبراز أوجه و مواهب سيكون لها شأن كبير في قادم المناسبات داخل المشهد الرياضي الوطني و الدولي .
بدوره هنأ رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لاعبي المنتخب الوطني و الطاقم الفني و الإداري علي هذا التأهل المستحق .
كما أشاد بهذا الإنجاز التاريخي و بالجهود المبذولة في إطار العمل بروح الفريق الواحد .
مؤكدا دعمه الكامل للنهوض بكرة القدم الوطنية و الوقوف إلي جانب الإتحادية الموريتانية .
و هو ما يعني أن كرة القدم كرست روح المواطنة و الشعور بالإنتماء للوطن الشئ الذي عجزت عنه السياسة و الأحزاب الوطنية في لم الشمل و رياضات أخري في مناسبات مماثلة .
الشكر موصول لكل القائمين علي شأن كرة القدم الوطنية علي هذا الإنجاز.العظيم بالإضافة إلي أعضاء الجهاز الفني و الإداري و جميع عناصر المنتخب الوطني المرابطون .

حظ أوفر في قادم الأيام
اباي ولد اداعة.