قمة الرياض العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة.
الحضور الموريتاني المميز و الموقف الثابت المشرف.
تأتي القمة العربية الإسلامية المشتركة بالمملكة العربية السعودية في ظل تأخر و تباطئ عربي إسلامي كبيرين .
و استجابة للظروف الإستثنائية التي تشهدها غزة و استشعارا من قادة هذه الدول لحجم المأساة الإنسانية و المخاطر المحيطة بقطاع غزة .
إضافة إلي الحاجة الماسة لتوحيد الجهود و الخروج بموقف موحد إزاء العدوان الإسرائيلي الغاشم و المستمر علي غزة و الأراضي الفلسطينية المحتلة و محاولة احتواء تداعياته.
لاشك أن عملية طوفان الأقصى النوعية الغير مسبوقة التي قام بها عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
أحدثت تحولا في مسار المقاومة و أعادت القضية الفلسطينية إلي الواجهة من جديد رغم الشعور بالخذلان العربي و الإسلامي الحاصل في حق القضية الفلسطينية العادلة.
وفي ظل موجات التقارب و التطبيع المتكررة مع الكيان الصهيوني و تقاعس بعض حكومات و شعوب المنطقة.
حيث وضعت سمعة منظومة الإستخبارات الإسرائيلية و الآمريكية علي المحك و كشفت المستور من علاقة الدعم العسكري الآمريكي اللامحدود لإسرائيل وفضحت مواقف المجتمع الدولي المتواطئة و دعاة الديمقراطية و حقوق الإنسان الزائفة اتجاه الشعب الفلسطيني و ساكنة غزة في هكذا ظروف.
كما ان هجوم المقاومة المباغت ولد خوفا و رعبا داخل الأوساط الشعبية الإسرائيلية و خلق انهيارا عصبيا علي مستوي عناصر الأجهزة العسكرية و الأمنية و ارتباكا داخل الدوائر الحكومية الإسرائيلية.
أفقد العدو توازنه لدرجة أن مسؤولا حكوميا إسرائيليا لوح بضرورة إلقاء قنبلة ذرية علي غزة مما أثار استياءا عالميا كأنه نسي أو تناسي عن قصد أو غير قصد أن إسرائيل لم تعترف قط و في أي ظرف بإمتلاكها هكذا سلاح نووي.
أفشي سرا لم يكن معلنا علي المستوي الرسمي إطلاقا.
و إن كانت الطائرات العسكرية الإسرائيلية بإختلاف أشكالها لاتقل خطورة و لا وحشية من سلاح الدمار الشامل .
مادامت لا تميز بين المدنيين العزل الأطفال منهم و النساء و الشيوخ
و المريض الجريح طريح الفراش القابع داخل مستشفي لتلقي العلاج أسقط فوق رؤوسهم علي مرأي و مسمع من العالم دون أن يحرك أحد ساكنا و كأن شيئا لم يحدث.
جاء العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة كرد غير مبرر لعملية طوفان الأقصي ليكون الأكثر قسوة و دموية نظرا لإستهدافه مناطق سكنية مدنية واسعة مما خلف خسائر بشرية كبيرة و كبيرة جدا طبقا للمعطيات الميدانية و سط تعتيم شبه تام علي حجم المجازر التي ارتكبها المحتل الصهيوني بالتزامن مع قطع الإنترنت و الإتصالات حيث أن ما يحدث في غزة من عدوان إسرائيلي هو إبادة و استخدام سياسة الإنتقام و العقاب الجماعي .
ذلك ما أكده رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خضم خطابه علي مستوي القمةالعربية الإسلامية المشتركة بالرياض.
و الذي لامس من حيث المضمون و المقصود تطلعات الشعب الموريتاني و الشعوب العربية و الإسلامية و العالم الحر الرافض للظلم علي العموم.
من خلال التأكيد علي الموقف الموريتاني الثابت حكومة و شعبا و الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و تلبية حقوقه المشروعة و في طليعتها إقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية.
حيث قال في مستهل كلامه أن ما تتعرض له غزة تصفية ممنهجة و إبادة جماعية مكتملة الأركان نفذت وضح النهار أمام أعين العالم.
و أن مشهد الدمار الهائل و آلاف القتلى و عشرات آلاف المشردين و الجرحي من النساء و الأطفال و المسنين و الأبرياء العزل الذين لا ينجون من القصف حظا إلا ليموتوا جوعا و عطشا و حصارا و عجزا عن الإستشفاء.
لمن أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية .
بالإضافة إلي عزوف المجتمع الدولي عن التدخل بالثقل المطلوب لوقف إطلاق النار و تأمين دخول المساعدات من أغذية و دواء و ماء و وقود ....
و كأن كرامة الإنسان و حقوقه تتفاوت قدسيتها بحسب الإنتماء.
و أوضح أيضا انه مهما تواصل العنف و التدمير فلن يتمكنوا من تصفية القضية الفلسطينية لعدالتها.
و واهم جدا من يعتقد انه بالقتل و التخريب يحرز لنفسه علي حساب الآخرين أمنا و سلاما مستديما .
و أكد أن عمق و خصوصية المكانة التي تحتلها القضية الفلسطينية في وجدان ٧الشعوب العربية.و الإسلامية هو كونها في آن واحد مظلومية شعب و مسألة مقدسات ليس إلا.
كما أشار إلي أن تراخي و تراجع المجتمع الدولي في بذل الجهد اللازم للوقوف في وجه هذه الجرائم و في فرض وقف إطلاق نار فوري و إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية بالكم المطلوب .
سيفقده إن استمر على هذا النحو مصداقيته و يسقط الثقة بشعاراته و مبادئه و يجعله شريكا في هذه الجرائم.... الخ.
في حين يري بعض المحللين أن مخرجات القمة العربية الإسلامية المشتركة غابت عنها القرارات الفاعلة لوقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني و لم تلب متطلبات المرحلة .
بحكم تباين مواقف بعض الدول المشاركة و تقاطع مصالحها مع الكيان الصهيوني و نقاط الخلاف القائمة ميدانيا .
بالإضافة إلي ضعف تأثير الدول العربية.و الإسلامية أمام سياسات و مواقف القوي العظمي الداعمة لإسرائيل و رفض الأخيرة لكل قرارات الأمم المتحدة و تجاهلها للمعاهدات و الإتفاقيات الدولية .
في ظل تخاذل و تراجع المجتمع الدولي عن دوره الأخلاقي و الإنساني و القانوني و السياسي في حل القضايا العادلة.
حيث تم علي مستوي القمة استبعاد التلويح بورقة النفط كوسيلة ضغط في الوقت الراهن خشية العقوبات.
بينما اكتفي البيان الختامي للقمة المشتركة بالدعوة إلي وقف تسليح إسرائيل و كسر الحصار المفروض علي القطاع
رغم ان مصر كان بمقدورها فتح ممر للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي دون انتظار انعقاد قمة عربية إسلامية.
إضافة إلي رفض وصف هذه الحرب الإنتقامية و العدوانية بالدفاع عن النفس و المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
في انتظار آذان صاغية !
حفظ الله ساكنة غزة و المقاومة.
اباي ولد اداعة