لقد شاءت الاقداران اكون بالمملكة المغرلبة الشقيقة وبالتحديد في حي ٢ مارس بمدينة الدار البيضاء، عندما ضرب الزلزال العنيف العديد من بلدات وقرى ومدن المملكة بما في ذلك الدار البيضاء نفسها . وكان ذلك في 8 سبتنبر 2023.حيث وقعت هزة عنيفة في الساعة الحادية عشر وخمسة وعشرين دقيقة مساءا .
كنت في الطابق الخامس من عمارة سكنية تحيط بها بنايات شاهقة. وقد كنت اشاهد التلفزة عندما حدثت هزة قوية ارتجت من جرائها الحيطان من حولي واهتزت الابواب و اصطكت النوافذ وتساقطت المعدات والاواني المحيطة بي.
وسمعت حوالي قعقعةواصوات اصتدام اشياء ببعضها وارتطام اخرى بالارض .وسمعت ضجيجا مخيفا تتخلله فرقعات مريعة وصراخ واستنجادوبكاء للاطفال. وانطفأ نور الكهرباء وساد ظلام دامس في العمارة وفي الشارع الذي تقع فيه.فتلمست طريقي ما وسعني ذلك مستنيرا بضوء هاتفي الجوال باحثأ عن مكان المصعد .ولما اهتديت اليه كان متوقفا ومظلما.وبعد فترة انتظار وجدتها طويلة طويلة، عاد نور الكهرباء ففرح الناس ودلفوا دون كببر فوضى ولا شديد تدافع الى المصعد.وهبط الجميع بسلام.كان الناس يبدون تعاطفا وتضامنأ وتراحما في ما بينهم اندهشت له ونال استحساني ولعلها بعض السجايا التليدة المتاصلة في هذا الشعب الكريم. وقد لفت انتباهي ايضا ما تم احاطتي به من عناية عندما لاحظ الناس اني البس الدراعة- الزي ا المميز للموريتانيين - التي خرجت بها الى الشارع تحت اكراهات الظروف .وقد شعرت بدوري بتعاطف عارم وبمودة صادقة من قبل سكان العمارة الذين تولدت في نفسي تجاههم بل وتجاه كل المغاربة محبة ومعزة صادقتين وعفوتين ليستا وليدتي اللحظة بل متأصلتان ومتجذرتان، منبعهما الرحم والدم المشترك والاواصر المتشابكة.واذا كانت هذه النكبة الصادمة التي نزلت بساحة الشعب المغربي الشقيق قد آلمتني واحزنتني مثلما احزنت وآلمت الشعب المو ربتاني بكامله، فانه قد سرتني الهبة التضامنية التلقائية والصادقة التي عبر عنها الشعب الموريتاني حيال اشقائه في المملكة الغربية في المحنة التي اصابتهم كما قد اثلجت صدري الاجراءات ألتضامنية التي اتخذتها السلطلات الرسمية في البلاد و المتمثلة في تعبئة كل وسائل وامكانيات البلاد للوقوف الى جانب الشعب المغربي ومواكبته في هذا الظرف العصيب من خلال تقديم ما بوسع البلاد تقديمه للاخوة المغاربة وتنظيم حملة للتبرع بالدم لكل المحتاجين لها.
حفظ الله اشقاءنا المغاربة ووقاهم من كل مكروه.وعاشت الاخوة بين الشعبين المغربي والموريتاني ودام التضامن والتآز و التآخي بينهما.
محمد الامين ولد الكتاب
الدار البيضاء12 شتنبر 2013