فادت دراسة جديدة بأن رفع الأثقال خمس مرات في الأسبوع يمكن أن يقلل خطر داء السكري من النمط 2 بنحو الثلث، وإذا أُضيف إلى ذلك التمرينات الرياضية فيمكن أن يقل الخطر بنحو 60%.
وقال الباحثون إنه حتى التدرب بحمل أثقال خفيفة كان له تأثير على السكري من النمط 2 حيث إنه مهم لأولئك الذين لا يقدرون على التمرينات الرياضية. لكن الجمع بينهما كان له أكبر الفوائد.
ومن المعلوم أن داء السكري من النمط 2 يؤثر في نحو مليوني شخص في بريطانيا، وكثير منهم لا يعلمون أنهم مصابون به. وهو مرتبط إلى حد كبير بالوزن الزائد وفعليا يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية.
وقد قام الباحثون من جامعة هارفارد الأميركية وجامعة سثرن دانمارك بمتابعة 32 ألف رجل طوال 18 سنة.
وكانت فوائد تدريب رفع الأثقال والتمرينات الرياضية مستقلة عن بعضها، وهو ما يعني أن المشاركين قل لديهم خطر السكري بأداء تمرين واحد فقط لكن تأثيرت الجمع بينهما كانت أكبر.
وقال كبير معدي الدراسة أنديرس غرونفتيد "الدراسات السابقة سجلت أن التمرينات الرياضية لها أهمية كبيرة للوقاية من السكري من النمط 2. لكن كثيرا من الناس يجدون صعوبة في مواصلة التمرينات الرياضية، والنتائج الجديدة تشير إلى أن تدريب رفع الأثقال يمكن أن يخدم إلى حد كبير كبديل عن التمارين الرياضية للوقاية من هذا النوع من السكري".
وخلال الدراسة طُلب من المشاركين ملء استبيانات كل سنتين عن أساليب حياتهم، وأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل مشاهدة التلفاز وتناول الخمر وأي تمارين أخرى وتاريخ الأسرة مع المرض.
ووجد الباحثون أن الرجال الذين أدوا تدريب رفع الأثقال بين دقيقة و59 دقيقة كل أسبوع قل لديهم خطر السكري من النمط 2 بنسبة 12% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا شيئا.
وبالنسبة لأولئك الذين أتموا ستين و149 دقيقة من تدريب رفع الأثقال انخفض الخطر لديهم بنحو الربع، وأولئك الذين بذلوا أقصى جهد بما لايقل عن 150 دقيقة قل لديهم الخطر بمقدار الثلث.
أما التمرينات الرياضية مثل الجري فقد كان لها تأثير مماثل مع انخفاضات بنسبة 7 و31 و52% على التوالي.
ومع ذلك فالرجال الذين أدوا تمرينات رياضية لأكثر من 150 دقيقة وكذلك ما لا يقل عن 150 دقيقة من تدريب رفع الأثقال أسبوعيا انخفض لديهم خطر المرض بنسبة 59% مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا شيئا.
وقال الأستاذ فرانك هيو، وهو كبير معدي الدراسة بقسم التغذية وعلم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن الدراسة تقدم دليلا واضحا على أن تدريب رفع الأثقال له تأثيرات مفيدة على خطر السكري من النمط2 بالإضافة إلى التمرينات الرياضية حيث إنها تزيد الكتلة العضلية وتحسن حساسية الأنسولين. ولتحقيق أفضل النتائج للوقاية من السكري يمكن دمج تدريب المقاومة مع التمرينات الرياضية.
وكشفت دراسة أخرى أن الناس الذين لديهم هذا النوع من السكري يمكن فعليا أن يقللوا خطر الوفاة مبكرا من مضاعفات المرض إذا مارسوا الرياضة. وأولئك الذين كان يمارسون نشاطا معتدلا قل لديهم خطر الوفاة من أمراض القلب بنحو النصف ومن أي سبب آخر بنحو 38%.
والنشاط المعتدل يقصد به هنا الناس الذين لديهم وظائف تتطلب جلوسا طويلا لكنهم يركبون الدراجات الهوائية أو يسيرون في أوقات الفراغ، أو أولئك الذين لديهم وظائف تتطلب الوقوف معظم الوقت.
وأضاف خبير آخر أن تأثير التمارين الرياضية على معدل الوفيات كان أكبر مما كان متوقعا من العقاقير.