زيارة رئيس الجمهورية المفاجئة لمنطقة بني نعجي. الرسائل و الدلالات

شكلت زيارة التفقد و الإطلاع الميدانية المفاجئة التي أداها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمنطقة بني نعجي التابعة لمقاطعة كرمسين و التي تضم منشآت آفطوط الساحلي التي تزود انواكشوط بالماء الشروب .
خطوة هامة استحسنها الجميع.
حيث جاءت في توقيت حساس عاشته ساكنة انواكشوط علي وقع أزمة عطش خانقة واسعة غير مسبوقة الأولي من نوعها منذ تزويد العاصمة السياسية بمياه مشروع آفطوط الساحلي.
و بدوافع وطنية إنسانية للتخفيف من و طأة أزمة العطش و معاناة الساكنة و الوقوف إلي جنب المواطن في هكذا ظروف.
للتأكد ميدانيا من صحة التقارير الواردة من عين المكان و معرفة مكمن الخلل و البحث عن الحلول البديلة المناسبة والسريعة .
إنطلاقا من المثل القائل ليس من رأي كمن سمع .
فما خفي أعظم.
تم اختزال نتائج تداعيات الزيارة الميدانية لرئيس الجمهورية في ثلاث خطوات إجرائية ،
فتح تحقيق سريع و شامل لمعرفة الأسباب و إقالة مباشرة لمديري شركة المياه SNDE العام و المساعد.
بالإضافة إلي إجتماع موسع بالأمناء العامين للوزارات حيث تحدث رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مستهل حديثه قائلا : - ( إنه لن يقبل أن يستغل أي مسؤول حكومي مسؤولياته لخدمة أغراض أخري تؤدي إلي التفريط في مصالح المواطن الحيوية و تبذير مقدرات البلد خدمة لمصالح شخصية ضيقة.
و ضرورة تفعيل العمل و تحسين الأداء و التأكيد علي إلزامية اتخاذ الإجراءات المناسبة للمواجهة و القضاء علي كل الظواهر المتنافية مع أخلاقيات الإدارة و احترام المال العام .
و من خلالها إلزام الحكومة بإعطاء الأولوية للمواطن الضعيف الذي لا وساطة و لا سند له....) .
ليتبين جليا من مآلات التحقيق المفتوح أن مشكلة العطش و تداعيات تراجع الإنتاج ناتج عن عدم القيام بإجراءات الصيانة في الوقت المناسب .
وقد أعطي فخامة رئيس الجمهورية التعليمات المباشرة في اتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل تسريع أعمال الصيانة التي تحتاجها المنشآت سواء ما كان منها مبرمجا أو ما تقتضيه الحالة الراهنة.
خطوات في الإتجاه الصحيح تذكر فتشكر يتطلع البعض إلي أن تتسع دائرتها لتشمل قطاعات خدماتية و حيوية أخري.
لامست في عمومها تطلعات الشعب الموريتاني و دعاة الإصلاح.
لاقت ترحيبا كبيرا و ارتياحا واسعا وسط ساكنة انواكشوط و داخل أعماق الوطن.
قد تعيد الأمل و تؤسس لمرحلة عزل المفسدين و قطع الطريق أمام تدويرهم .
في ظل ما يشهده الوطن من حين لآخر من موجات هجرة شباب و أصحاب كفاءات كبيرة نحو الولايات المتحدة الآمريكية بحثا عن الأفضل في انتظار ما ستؤول إليه مراحل انتاج غاز مرتقبة واعدة و ما ستخلق من فرص عمل ستسهم بشكل جذري في تحويل الإقتصاد الوطني و تحديد نوعيته و هيكلته بالإضافة إلي تغيير مستوي المعيشة.
لكن من ناحية المغزي السياسي تعكس هذه الزيارة المفاجئة العديد من المدلولات والمؤشرات ذات البعد الإصلاحي الهيكلي و الرغبة في إحداث التغيير و طبيعة سياق البناء الذي سيبني عليه لاحقا في ظل التحضير لإستحقاقات رئاسية علي الأبواب.
قد تؤسس لمرحلة جديدة تتميز بتكريس مبدأ العقوبة و المكافأة و الرفع من أداء القطاعات و مواصلة الإنجازات بكل مهنية و وطنية .
و الإنفتاح علي المواطن و الإستماع إليه و التعاطي الإيجابي مع مطالبه و معاناته.
في حين يري بعض المراقبين للشأن الوطني أن الزيارات الميدانية المتكررة و الشاملة لكل القطاعات الحيوية و المتابعة المستمرة و التقييم المرحلي و تفعيل الرقابة تعد الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتجاوز التحديات و إنزال و تنفيذ ما تبقي من برنامج فخامة رئيس الجمهورية تعهداتي علي أرض الواقع في الآجال المحددة سلفا خلال المأمورية الأولي.
تأكيدا لماسبق سيكون لهذه الزيارة و القرارات الصائبة و الصارمة تأثير قادم علي أرض الواقع إذا ما أحسن استغلالها و البناء عليها لتشكل نقطة تحول في التعاطي مع هموم المواطن و قضايا الوطن و منعطفا جديدا نحو غد أفضل إن شاء الله.

حفظ الله موريتانيا.
اباي ولد اداعة.