عندما سئل مفكر العروبة ساطع الحصري عن وسائل تحقيق الوحدة العربية، كان جوابه عاما وحالما ولا يحمل أي مضمون واقعي. كان ذلك في بداية القرن الماضي، حين كان العرب يتطلعون إلى مستقبل أفضل ولم تكن حالهم قد وصلت إلى درك ما هي عليه الآن. لقد فشل المفكرون العرب في تطوير الفكر القومي و الاستجابة للتحديات الثقافية والاجتماعية والسياسية، واكتفوا باجترار أقوال المتقدمين منهم، ما جعل أفكارهم تتسم بالجمود والنمطية والتحجر وغياب الديناميكية والتوافق مع الواقع والعصر. ومع صعود المشاريع الضيقة، الطائفية والقبلية وغيرها من الولاءات الريفية ما قبل ـ الدولة، صارت العروبة موضع اتهام، بوصفها خصما للهويات الصاعدة مع المكبوت السيسيولوجي في ظل فشل المشروع التنموي والعولمة الجارفة. وبات مصير العرب اليوم يتحدد خارج حدودهم والعنف يعصف بالمجتمعات العربية. لم يعد الحديث عن الوحدة العربية جذابا، أو على الأقل لم يعد في موضع الصدارة، ولولا الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وما يبعثه بين الفينة والأخرى، في نفوس الشباب العربي، من حمية وتضامن، لنسي العرب أنهم ينتمون إلى عالم واحد وتاريخ مشترك ولسان يجمعهم. تبدد الكثير من الأوهام من العقل العربي تحت وقع خيبات الأمل العديدة، والمحن المؤلمة التي عصفت بالواقع العربي، لكن الفائدة من تلك الآلام هي شعور العربي بضرورة النظر إلى الواقع بعين الخبرة والمصلحة وليس بالشعار والعاطفة. ذات يوم كتب المفكر العربي المأسوف عليه محمد عابد الجابري ما معناه أن العروبة هي الشعور الذي ينبعث دوريا كلما مُست القضايا العربية الرئيسة، وأن هذا هو مقياس العروبة والانتماء إليها. وليست شيئا آخر. من هناك نعتقد أن بقاء ذلك الشعور وما يتصل به من معان ورموز، حيا في وجدان الشعوب العربية، أهم وأجدى من الخطابات القومية الحالمة والشعارات الإيديولوجية الفارغة. وليس شرطا أن تتحقق الوحدة العربية حتى يبقى العرب أو توجد العروبة، بل العكس صحيح، إن روح العروبة تبقى بالتضامن الشعبي و الوعي بالمعاني الجامعة. يربط الكثيرون بين العروبة وتحقيق الوحدة العربية، بينما هناك فرق كبير بين شعور عربي وبين طموح سياسي قد يتحقق وقد لا يتحقق وقد ينتكس ويتلاشى ثم ينبعث ذات يوم في حال وجدت الظروف الملائمة. في مناظرة مفتوحة نظمتها البي بي سي خلُص 77% من المشاركين إلى أن الوحدة العربية انتهت بصورة حتمية. وكان التبرير هو فشل الأنظمة العربية في تقديم موقف موحد من أحداث غزة في السنة الماضية. هذا الخلط بين ما هو سياسي و ثقافي وبين ما هو إيديولوجي و معرفي، وبين المبادئ و الوسائل، هو مبعث اللبس لدى الكثيرين من العرب والأجانب. والحق أن القومية العربية، كنظرية وإيديولوجيا، ليست هي العرب مطلقا، والمنطقي والواقعي هو أن تكون الوحدة العربية مبنية على المصالح المادية بين الأقطار العربية وليست على أساس الأيديولوجيا السياسية التي تكرس البؤس الثقافي والتنافر بين الأقطار والريبة بين النخب والصراع بين الأنظمة. وبقدر ما نلح على فصل العروبة عن المشروع السلطوي والقومية، نؤكد ضرورة بنائها على مضمون عقلاني وديمقراطي وإنساني وليس على أساس رابطة الدم والتاريخ واللغة، رغم ما لهذه العوامل من دور لا نقاش فيه، لكنها تبقى أولا شعورا قويا بالتضامن في وجه ما يهدد كيانات متجاورة يجمعها أكثر مما يفرقها، ويربطها من الروابط ما هو أقوى من غيره، لكن التضامن في القضايا التي تمس حياة سكان البلاد العربية وتهمهم ورد الخطر عنهم هو مدخل تجديد هذه العروبة. صار بعض العرب يشكك في وجود أمة عربية وحتى عن حقيقة العرب في ظل انهيار النظام العرب وتوالي خيبات الأمل، جعل واقع العرب مريرا، ليس فقط سياسيا وعلميا، بل وإن التشكيك في العرب أنفسهم صار بارزا. معارضة العروبة في بعض البلدان العربية كانت أحيانا بسبب خشية بعض المكونات الوطنية من خطاب القومية المتطرفة، ما جعل بعض الجماعات غير العربية تنفر من الثقافة العربية واللغة العربية رغم اعتزازها بها كمكون حضاري وتاريخي، لكن الغلو القومي أيقظ مشاعر الخوف والريبة والشك من كل ما هو عربي. لقد أضر ذلك ضررا بليغا باللغة العربية وبالثقافة العربية يجب إنهاء احتكار القوميين للعروبة هوية وخطابا ولغة، فهي تراث إنساني ومعطى ثقافي للجميع قابل للنقاش معرفيا والنقد سياسيا والحوار ديمقراطيا. العروبة أولا وليس القومية أن يتحدث الإنسان عن نفسه وأن يشعر بوجوده وأن يهتم بإصلاح الخلل في عناصر الوعي بذاته، ليس خطأ ولا خطية، بل هو نداء الوجود و غريزة البقاء. لم يعد العرب في بعض المواطن، يتحدثون عن أنفسهم عربا، بل لعل بعضهم صار يخجل من تلك الصفة، بينما يتحدث الآخرون عن أنفسهم أولا ومن دون لبس ولا خشية، كما الفرس والأتراك وحتى الكرد الذين يصارعون لإقامة كيان قومي يحلمون به منذ قرون. يجب أن يبدأ العرب الحديث عن أنفسهم بوصفهم عربا قبل كل شيئ، وهذا الوصف لا ينفي عنهم أية صفات أخرى لازمة، لكنه شرط ضروري للعودة إلى حالة من التوازن والشعور بالثقة بالنفس وتجاه الآخرين أيا كانوا. في أيامنا هذه لا يخجل جيران العرب من الحديث عن أنفسهم من دون لبس، بل ولا يجدون أي تناقض بين ذلك وبين هويتهم الجامعة ولا بين مطامحهم السياسية و انتماءاتهم الدينية. لقد ساهم المفكرون العرب المعاصرون في إنتاج معارف عقلية صلبة يمكن البناء عليها لتجاوز السؤالات الوهمية والتي شغلت العرب زمانا من غير طائل ولذلك ينبغي تجاوز النقاشات الوهمية عن الإسلام والعروبة وعن الأمة والدولة وعن التراث والمعاصرة إلى الانخراط في الترجمة والتعريب والإفادة من تجارب البلدان الأخرى والفصل الكلي للمشروع النهضوي العربي الجديد عن الصدام مع الدولة. لقد أدى النقاش و الصراع حول "الدين والدولة" إلى محرقة حقيقية، لم تؤدّ إلى نتائج ملموسة، بل على العكس كانت مدخلا إلى الاحتراب الداخلي والكراهية بين مكونات المجتمعات والإضرار بالدين والدولة معا. وكان من الأجدى الإفادة من تجارب الآخرين في تدبير الشأن العام وعلاقتها بالقيم الدينية والثقافية من غير أن نسقط في استنساخها أو تبنيها كليا. والواقع أنه لم يطرح لدى العرب الصدام بين دينهم و هويتهم ومصالحهم لدى النهضويين الأوائل لكنه صار حقلا قلقا من الممارسات المرعبة في السياسة والثقافة والاجتماع. لا عروبة من دون اللغة العربية عندما يجعل العرب من عروبتهم مضمونا يعبر عن قيم ومعاني قابلة للتسويق سيجدون صدى ودعما أوسع، كما هو شأن القضية الفلسطينية التي تحوز دعما واسعا من كل القوى السياسية والفكرية على اختلاف مشاربها بوصفها قضية عادلة وإنسانية. قياسا على ذلك يمكن للغة العربية أن تنخرط جديا في الحيوية العالمية لتفيد وتستفيد، وبكل شجاعة علمية ومنهجية، بدلا من التفكير التقليدي بوصفها لغة مقدسة فقط. فإذا ظلت تعامل كـ"لغة دينية" ستسلك مسار اللغة اللاطينية التي انزوت تدريجيا في المعابد خارج تيار التنوير فانسلخت منها اللهجات التي صارت لغات مستقلة. هذا التفكير اللغوي العربي التقليدي حول اللغة ينسحب على كل القضايا العربية الأخرى المتصلة بالعرب والعروبة. عندما تكون قضايا العروبة من لغة وثقافة مبنية على الحوار الوطني والعمل الجمعوي المدني وليست في أطر محنطة، ستكون جزءا فاعلا في الحياة العامة، ويمكنها إقناع الفرقاء في الوطن والعالم. من المفارقات أن يتم التراجع عن تعريب الطب مثلا في مصر الناصرية لأسباب ذاتية أكثر منها موضوعية، وأن تعزز الفرنسية مكانتها على حساب اللغة العربية في المغرب الكبير، بل لم يتبق لها غير الزوايا القصية في التعليم الأهلي في ليبيا وموريتانيا أو في ميادين جامدة كالقضاء أو في مواقف رسمية شكلية وفي دول الخليج عززت الإنجليزية مكانتها على حساب العربية في التعليم والإدارة، لاسيما في المال والأعمال وبصورة حاسمة. اقتصر جهد التعريب على ممارسات احتفالية أو عمل مؤسسي جامد بين مجْمعييّن خارج دائرة الحياة العامة، بينما حقق بلد كاليابان للغة اليابانية مكاسب جوهرية بل ومتقدمة في ترجمة العلوم والتقنية ومن دون جهد كبير، حتى أن رئيس جامعة يابانية استغرب سؤالا طرحه زميله الخليجي عن كيف تغلب اليابانيون على مشكل الترجمة لصعوبة لسانهم وكان جواب الياباني: أنتم معاشر العرب تهدرون الفرص لأننا لا نبذل جهدا في الترجمة إلى اليابانية بل نترك تلك المهمة للآخرين من دور النشر ومراكز البحث في الغرب مقابل مكافآت مجزية، فسعى الغربيون بكل وسيلة إلى تطوير لغتنا اليابانية وتيسيرها للترجمة ثم لنقل الجديد في العلم إليها ومن دون أن نتعب أو نبذل جهدا. لا تناقض بين الدولة القطرية والعروبة نقطة البداية هي القبول بأن "الدولة القطرية هي نقطة الانطلاق في بناء المشروع القومي العربي" والدليل على ذلك من التجربة التاريخية هو وجود "الأمة الألمانية في فضائها الجرماني منذ مئات السنين، لكن الدولة الألمانية البسماركية هي من صنع الأمة الألمانية. إن درس الدولة -الأمة في أوروبا وأميركا وآسيا الشرقية يثبت حقيقة دور السياسي في تكوين القومي. حتى تجربة الدولة الصهيونية تثبت أن الدولة قد تخلق شعباً أو أمة من أرخبيل من الجماعات المُتنازعة - باسم الرابطة الدينية - من بيئات قومية مختلفة". بشر المفكرون الأوروبيون في ق19 بوحدة أوروبا، وكان ذلك طوباويا عند البعض، لكنه تحقق ولو بعد قرن، لكن بالبناء الواعي للأوطان التي يمكنها التعاون والتضامن ثم الاندماج على أساس المصالح المتبادلة. وليس بشعارات الوحدة الفوقية و النفي المستمر للخصوصية والإلغاء الصارخ للقطرية. يبدو نموذج الاتحاد الأوروبي، جذابا للعرب ومناسبا ، حيث الحساسية عالية تجاه اللغة المحلية، في اتحاد ينفق عشرات الملايين على الترجمة ويكاد يعتمد الانجليزية لسانا مشتركا إجرائيا بين الكيانات الأوروبية التي لا يجمعها اللسان الواحد. لقد حقق الأوروبيون وحدة عملية انطلاقا من الواقع والمصالح، ومن دون نقاشات عقيمة عن الخصوصية والكونية والمحلية والإقليمية والسيادة والتنافس. الاتحاد الأوروبي ولد فكرة في عقل مفكر واحد ثم تطورت من تفاهم إلى مؤسسات، لأنها لم تقفز على الواقع ولم تبن على الإكراه ولا على الخيال، بل على المصالح والمنافع والاحترام المتبادل بين الأقطار وبين الشعوب والثقافات. .فصل العروبة عن المشاريع السلطوية كانت مسارات العروبة منذ القرن الماضي، قلقة وقاتمة، وتبدو اليوم أكثر ضبابية وضعفا، في ظل المتغيرات العالمية والمحلية المتشابكة والتي باتت تجعل الإنسان العربي في مهب الريح. لقد كانت حركة النهضة العربية الحديثة تبشر بالتقدم والعقلانية والعلم والعدالة، وتوارت هذه القيم والمطالب السامية إلى الخلف أو تم إلغاؤها تحت وهج الممارسات السلطوية العنيفة التي جاءت مع الأنظمة القومية. أهدرت تلك الأهداف الكبرى لاحقا في مسارات الحركة القومية التي تمحورت حول المشروع السلطوي وتخلصت من جوهر المطالب العربية التي تهم الإنسان العربي. جوهر العروبة كان وعيا من العربي بذاته من أجل تجاوز التأخر بعد تصفية الاستعمار، لكن ذلك صار شعار هلاميا شعبويا ما أفرغ المشروع النهضوي من مضمونه . العروبة اليوم يجب أن تكون نقدا للذات علميا وعقلانيا من أجل تخليص الوعي العربي من الأوهام والرجوع إلى شيئ من التواضع والواقعية بغية استئناف النظر في المباحث والأفكار التي أسدى فيها النهضويون وأناروا لكنها لم تستمر، وجرى تسييسها واختزالها في خطب ومشاريع سياسية وحزبية. بدأت العروبة مشروعا نهضويا عقلانيا ومدنيا، يجمع بين تراث العرب وبين التجارب الإنسانية المفيدة، لكنه سرعان ما تحول إلى جزء من المشاريع السلطوية السياسوية في كل إقليم ودولة، ما أفقد العروبة الكثير من معانيها الأصيلة وأدخلها في أتون الصراعات الحزبية الضيقة. تماما كما هو حال الإصلاح الديني في الشرق العربي الحديث، والذي بدأ تجديدا للدين وإرشادا للمجتمع، وبحثا عن أسباب التقدم، لكنه انحرف كليا إلى مشاريع سياسية وحزبية في صراع مع المجتمع وفي مواجهة مع الدولة الوطنية، ما جعل الدين يفقد دوره المتعالي على الخلافات ومراجعا للفرقاء الاجتماعيين والسياسيين. انتكس المشروع النهضوي العربي فنال العروبة ضرر كبير، وتراجع حظ اللغة العربية في الكيان السياسي والمؤسسي وأقصيت نهائيا من المجال العلمي، بعد أن كانت جزءا من مشروع نهضوي بدأ مع محمد علي في القرن 19م. ليست العروبة الجديدة خطابا قوميا متحجرا، ولا شعارات شعبوية ديماغوجية، بل انتماءا متجددا واعيا بالذات وتواصلا حيا مع العالم ومواجه واقعية وموضوعية لكل معضلات الهم العربي الداخلي والخارجي وبكل شجاعة. لقد جعل الخطاب القومي المتحجر العروبة في مواجهة التراث الثقافي للجماعات الحضارية والوطنية المحلية، تماما كما جعل الخطاب الديني الحزبي الإسلامي نقيضا للدولة الوطنية ومصالح الجماعة الوطنية. إذا لم يتم بناء العروبة على أسس جديدة بحيث تتضمن القيم الكونية والإنسانية والمطالب الفردية فلن يتقبلها أي مواطن عربي يشعر بالإحباط من واقع بلاده والخوف على هويته في مواجهة الحضارة الحديثة. على العروبة أن تجيب عن أسئلة العصر التي يطرحها على العربي فكريا ومعرفيا و أن تطرح بديلا يحصن الأوطان بالعدل والسلم، بدلا من الخراب والقمع، وكلاهما علة الفشل والضعة والهوان التي دفعت العربي للكفر بكل شيء. ولذلك يبدأ كل شيء في عقول النخبة العربية، التي عليها أن تكف عن الوحدة الوهمية، لتبشر بنهضة الأوطان وتعين على الوشائج الممكنة، بعيدا عن روح التنافس والتحقير من أجل تحويل التنوع إلى رافد للعروبة بوصفها رابطة حرة متجددة غير مفروضة تحترم كل التنوعات والاختلافات على قدم المساواة وتبحث عن صلاتها معها وتفيد منها وتستفيد ليتراجع الخطاب الاستعلائي والإقصائي والتنفيري. وإذا كان التكفير والتنفير كادا يقضيان على روحانية الإسلام ويكره الآخرين فيه، فإن الاستعلاء القومي والطوباوية و عدم بناء العروبة على واقع تراثي وتاريخي متنوع ومتجدد، كاد يؤدي إلى النفور من العرب والعروبة ومن كل ما هو عربي. أولوية أي مشروع للحركة العربية المعاصرة هو تدعيم الدولة الوطنية على أسس العلم والحقوق والكرامة، وهنا يكون مدخلا لجذب الجميع. وأن يكون وصف العربي هو من يريد أن يكون عربيا و من يحتضن كل الأطراف ويبحث عن نقاط الالتقاء معها ويحترم تراثها ويرفض الاستعلاء والإقصاء وهي روح منيرة جاذبة لقد بات المفكرون العرب المعاصرون يحثون " العرب على إعادة خلق عروبتهم وإعادة تشكيلها على أسس جديدة بعيدة عن الاقصائية والشوفينية القومية مما يتطلب توفر أرضية متماسكة تشكل نقطة الانطلاق لذلك ضمن رؤيا جديدة ". وأن تكون العروبة رابطة ثقافية منفتحة تراعي الخصوصية في كل وتفيد منها وتقبلها، وتحوز أولا فكرة المواطنة والمساواة في الحقوق، وتتفاعل مع مكاسب التقدم اللغوي العالمي من دون عقد نقص ولا تعصب. لقد صارت العروبة إيديولوجيا، ما أفقدها عناصر جذب حضارية وإنسانية، لا في مواطن العرب أنفسهم بل في خارجها بين مسلمي العالم الثالث. فقدت العروبة ألقها وجزءا كبيرا من جاذبية مع سقوط المشاريع القومية السلطوية، بسبب تناقضاتها الداخلية و بفعل الهجوم الاستعماري المستمر. يبدو فك الارتباط بين العروبة والمشاريع السلطوية أكثر فائدة من أجل إنقاذها وإرجاعها إلى حالتها الأولى قبل قرن، جزءا من مشروع للنهضة يساهم فيه العلماء والمفكرون والأدباء من أجل النهوض بالعرب لسان وفكرا وحضارة وتعليما، وليس في خصومة مع أي طرف سياسي أو في تحالف مع أي كان. د.حماه الله ولد السالم أكاديمي موريتاني