بيان صادر عن خادم الأمة، الخليفة العام للفيضة التجانية،
رئيس الاتحاد الاسلامي الافريقي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم القائل: «أفشوا السلام بينكم»؛ وبعد.
انطلاقا من حرصنا الدائم على نبذ العنف والتطرف ورفض جميع أشكال الأعمال الإرهابية، وتمسكنا بالسلم بوصفه من مبادئ التعايش في هذه الحياة، واقتداءً بشرع الله الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق، قال تعالى (مَن قَتلَ نَفْسًا بِغَيرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرْضِ فَكَأنَّمَا قَتلَ النَّاسَ جَمِيعًا) الآية. وقوله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) الآية. وما جاء في السنة النبوية من الحض على الحفاظ على النفس البشرية؛ ففي حديث عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله». وفي حديث عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (أخرجه البخاري).
وانطلاقا من كل ما سبق فإننا حريصون كل الحرص على التمسك بوشائج الأخوة والمحبة والتآلف، والاعتصام بحبل الله المتين بين الإخوة في جمهورية السودان الشقيقة، ونأسف كل الأسف لما يشهده هذا القطر العزيز من اقتتال وسفك للدماء بداية من شهر رمضان المبارك، إلى هذه الأيام العظيمة عند الله.
وقد سرنا كثيرا اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان، الذي انعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تحت مظلة المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، وبرعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني.
ونعلن هنا لجميع الأحباب أننا نؤيد تمام التأييد، ونثمن مخرجات هذا اللقاء التشاوري. وندعو الجميع للتعاون على تنفيذ توصياته لوقف الاقتتال في السودان الشقيق، الذي يؤلمنا كثيرا ما يجري فيه من سفك للدماء وترويع الناس.
كما نشد أيدينا على يد العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، الذي بذل حياته لتعزيز السلم في العالم، ونشكر من خلاله الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة على تنظيم هذا اللقاء، و دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على رعايتها لهذا المشروع الذي ينتهج تعزيز السلم في القارة الإفريقية والعالم.
وإننا إذ نتوجه إلى الله العلي القدير ونتوسل إليه بجاه رسوله الكريم في هذه الأيام التي أقسم الله بها، أن ينقذ السودان ويحفظه من الفتن والدسائس الداخلية والخارجية. ونهيب بالقادة والساسة أن يحكّموا العقل ويتحلوا بالحكمة والتبصر الذي عهدنا منهم، وأن يتعالوا عن كل التجاذبات لتخليص هذا البلد الحبيب من المصيبة والفتنة التي ألمت به. ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّة)الآية.
ونرجو أن يحدث ذلك سريعا، عن طريق حوار بناء ومفاوضات تفضي إلى صلح قوي وجدي يؤسس على ما توصلنا إليه سابقا من خطوات إيجابية؛ خلال الزيارة الميمونة التي قمنا بها إلى هذا البلد المعطاء. ونستحضر في كل ذلك قوله تعالي (لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ) الآية.
ونحن بحول الله وقوته، سنتابع هذا الموقف بكل اهتمام ويقظة، ضارعين وواقفين بباب الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، حتى تنجلي هذه الغمة عن إخواننا.
وسبيلا إلى ذلك نلزم جميع الزوايا والجوامع التابعة للفيضة عبر العالم بالقيام بآلاف ختمات القرآن العظيم، تضرعا إلى الله برحمته ورحمانيته أن يخرج جمهورية السودان -معدن الحكمة والولاية- من هذه المصيبة العظيمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق
الخليفة/ الشيخ محمد الماحي إبراهيم انياس
خادم الأمة، رئيس الإتحاد الإسلامي الإفريقي