كتب:أحمد سالم ولد همدي
سيدي الرئيس،
في خطابكم خلال مهرجان مدائن التراث بوادان، أخبرتم عن العقليات الرجعية والممارسات من زمن غابر والتي تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد، مشكلة بذلك تهديدا حقيقيا للسلم الاجتماعي.
في تيشيت، تطرقتم لنفس الموضوع وبنبرة أكثر وضوح وإصرار، الشيء الذي ينم عن قناعتكم الراسخة وإرادتكم الصادقة لإقامة نظام اجتماعي جديد مبني على العدالة والمساواة لكل المواطنين.
سيدي الرئيس،
لقد أزحتم اسم وشعار حزب الإتحاد من أجل الجمهورية واستبدلتموه بحزب الإنصاف والذي من المفروض أن يكون الرافعة المُثلى لبرنامجكم الوطني.
إن التزامكم للشعب الموريتاني "تعهداتي" كانت على قدر طموحكم لبلدكم، مبنية في مضمونها على إعلان السياسة العامة التي راهنا جميعا على أن يتخذ حزب الإنصاف منها مبدا وأسلوبا ورأيا سياسيا لا يحيد عنه.
لكن وللأسف، بمجرد نزول حزب الإنصاف للميدان ومواجهته للحقيقة، ظل حبيس تلك الأساليب الشيطانية التي قولبت المشهد السياسي في البلد ومنذ الاستقلال.
إن القبلية والجهوية والمحسوبية والزبونية كانت هي الصفة والمعيار الأبرز في إختيار من يتصدرون اللوائح، بحيث أن آدرار الولاية التي بطبيعتها طلائعية، وجدت نفسها من جديد مرغمة على تقبل مرشحين ينتمون كلهم إلى سدنة المعبد القديم "القبلية".
سيدي الرئيس،
ترون معي أن لا أحد من المكونات التي دافعتم أنتم عن إقصائها من مراكز القرار يظهر اسمه من بين الأسماء المتصدرة للوائح الإنصاف.. ويبدو أن لا أحد من هؤلاء سيتقلد في المستقبل القريب منصبا سياسيا مهما داخل هذه الولاية.
فخامة رئيس الجمهورية،
لقد لاحظتم أنتم، ومن خلال خطاباتكم المتعددة النقص الكبير في الاعتراف بحقيقة الأمر الذي من شأنه ترك جزء كبير من مجتمعنا ضحية تعصب ينتمي إلى زمن أصبح خارج التاريخ.
لقد أطلقتم النداء مرة تلو المرة من أجل تحرير كل الطاقات، وتآزرها معا من أجل العيش المشترك لغد أفضل.
لقد اتضح للأسف أن حزب الإنصاف لم يكن أفضل ترجمان لدى شعبكم الذي ينتظر الكثير من هذه الانتخابات.
فخامة رئيس الجمهورية،
إن دعمنا ومساندتنا لكم ولبرنامجكم الطموح لموريتانيا باق كما هو، كذلك الآمال التي نعلق عليكم، فقط فإن حزب الإنصاف خان قناعتكم والتزاماتكم لشعبكم.
إن توجيهاتكم من أجل مقاربة سياسية شاملة، وإرادتكم الصادقة لوضع هيئات سياسية يرى الكل فيها نفسه، قد تم الدوس عليها من قبل من كان يفترض أن يعززها، ثم... إن وعودكم من أجل بيئة سياسية نظيفة والتي جعلت البلد كله يحلم قد بقيت في حكم للمجهول.
وفي الأخير، تقبلوا سيادة الرئيس أسمى آيات التقدير والاحترام