الصحفي: الحسين ولد كاعم/ 10 ملاحظات حول عملية فرار مجموعة من السلفيين من السجن المركزي بالعاصمة

أولا: العملية تشي بوجود ثغرات كبيرة ونقاط ضعف في السجن وعوامل رئيسية عرف الفارون كيف يستغلونها جيدا لصالحهم من ابرزها التوقيت و عنصر المفاجأة وسهولة الحصول على السلاح وسرعة الخروج من السجن

ثانيا: عملية الفرار ترشد بحكم المعلومات المتداولة أنها لم تكن بمحض الصدفة وإنما هي عملية منظمة ونتاج لتحضير جيد ودراسة وتخطيط ربما أستغرق وقتا طويلا إلى جانب وجود محتمل لتنسيق الفارين مع افراد أو مجموعات وكذا وجود افراد او مجموعات حاضنة ومؤازرة لهم خارج السجن.

ثالثا:
بحكم الخطورة المعروفة للفارين وتجاربهم السابقة في عمليات الفرار فمن المستبعد جدا "استسلامهم " ومن المحتمل ايضا أن تكون هناك مواجهة دموية مفتوحة على كل الاحتمالات من أجل اخضاعهم.

رابعا:
لم تتحدث السلطات والمصالح المختصة إلى الآن عن طبيعة إطلاق النار الذي سمع دويه داخل السجن المركزي بالعاصمة ان كان بسبب اشتباك مع الحراس او اطلاق نيران من طرف الفارين ومن جهة واحدة دون مقاومة مما يصعب معه تحديد ان كان قد تم تسجيل اصابات بين الفارين وما يترتب عليه ذلك من عرقلة او تغيير في خطة الهروب.

خامسا:
عملية فرار السجناء السلفيين هي أختبار حقيقي لجدوائية منظومة كاميرا المراقبة بالعاصمة وهو المشروع الذي كلف الدولة مبالغ باهظة ويعول عليه في تعقب ورصد حركات المطلوبين أمنيا وعلى نطاق واسع.

سادسا:
الأنظار تتجه دوما لكيفية معالجة الأجهزة الأمنية و المصالح المختصة لعملية الفرار
ويبقى عامل الوقت وكيفية المعالجة بمقاربة أمنية تكفل أقل الخسائر أمران حاسمان في هذه القضية.

سابعا:

"نطاق تواجد المطلوبين" و " الوجهة التي ينشدونها" مهمان جدا
حيث يتوقف الأول على السباق مع الزمن في رصد وتعقب المطلوبين ونجاعة الوسائل والأدوات المتبعة في ذلك ويتوقف الثاني والأول أيضا على الاستفادة من الاشخاص الذين يثبت انهم كانوا على تواصل مع الفارين في هذه العملية وأي اثر أو دليل يمكن ان يستنتج من المعلومات الموثقة عنهم في الآونة الأخيرة عبر المصادر المختلفة التي يتم اللجوء إليها في عمليات البحث والتحريات.

ثامنا:
على ضوء هذه الحادثة فإن وجود مسجلين خطر مدانين في أعمال خطيرة كالإرهاب وحمل السلاح ضد الدولة الموريتانية في سجن في قلب العاصمة يعتبر مفارقة غريبة اللهم إن كانوا سفراء معتمدين لهذه الجريمة البشعة في عاصمة البلاد
وهنا بالضبط بكون أمر نقلهم خارج العاصمة إلى أحد السجون البعيدة في الصحراء على غرار سجن صلاح الدين أمرا ضروريا .

تاسعا:
في حال كانت مصادر تمويل عملية هروب السلفيين خارج العاصمة فقد يدفع ذلك الفارين للقيام بعمليات سطو من أجل توفير الوسائل الضرورية لمواصلة الطريق نحو وجهتهم المحتملة
مما قد يضاعف حظوظ كشفهم وتعقبهم.
ثم إن نقاط التفتيش ذات العدد القليل من الأفراد قد تكون ايضا هدفا لهؤلاء للسطو على ما بحوزتها من سلاح او وسائل تفيدهم .

عاشرا:
تمتلك الأجهزة الأمنية تجربة رائدة في مجال فك شفرة مخططات لعمليات فرار أكثر تعقيدا مما يرجح قدرتها على الخروج بإنجاز أمني مشرف لكن تبقى اليقظة والتحلي بأقصى درجات الجاهزية والتعامل بحكمة وباحترافية في معالجة هذا الموضوع أمور هامة في تحقيق ذلك والأهم من ذلك أن تمسك الأجهزة الأمنية بكامل خيوط عملية الفرار وان تعمل خارج الضغط وتمتلك زمام المبادرة في تحديد توقيت القبض على المطلوبين غير مدفوعة لذلك وبأيسر الطرق التي تكفل لها الغلبة بأدنى الخسائر .

الصحفي: الحسين ولد كاعم