شرعت القبائل في تكثيف اجتماعاتها ، وطفق الأطر يَشدُّون الحبال ويستعرضون بالوسائل المشروعة والمشبوهة ،قدراتهم ومهاراتهم في لفت الأنظار ،ولَيَّ الأذرع ودغدغة المشاعر، من خلال تقمص دور الزعيم الحامي لهيبة القبيلة من المتربصين بسمعتها ومجدها وتصدرها ..
بروِيَّة ودراية، تُرسَم السيناريوهات و تهدر الأموال الطائلة سبيلا لإنجاح الانشطار حينا واللحمة أحايين أخرى ، انسجاما مع متطلبات المسعى ومايخدم المبتغى القبلي.
تقتضي الخطة المكشوفة أن يعلن زيد وعمرو وهند ودعد رغبتهم في خوض غمار الانتخابات تحت ضغط مزعوم من القاعدة العريضة وسيل جارف من إصرار "المخلصين الأوفياء ".
ولكي تخفت الأصوات المناوئة ، تُنصب الخيام ،ويُحشد القاصي والداني في سيارات رباعية الدفع تجوب السهول والوهاد ،حاملة مكبرات الصوت ، ساخرة - ولوبِتَورِيَّة- من الضعفاء والبؤساء والحالمين ..
تنصهر الآراء والرؤى مكرهة في بوتقة مصلحة القبيلة ،وتُصدَّر الصورة إلى الآخر مكتملة واضحة لالبس ولاغموض في ظلالها وألوانها ،ليتم الانتقال بثقة وقوة إلى خطوة " الحلف ".
والحلف بكل بساطة موارد مضاعفة لضمان تصدر نافذين يتفقون في نهاية المطاف على تقسيم الكعكة والسعي بشتى السبل إلى سحق المنافس وإظهار ضعفه وعجزه التام عن التأثير.
أما الأحزاب السياسية فتقف مشدوهة مكتوفة الأيدي ، تراقب بصمت المشهد المثير ،لتسلك ترشيحاتها مرغمة المسلك الضيق الذي رصفته القبائل وأقرته الأحلاف، مكرِّسة برغماتية سياسية ، لايجد دعاة المثل والتربية والأخلاق والساعون إلى التغييرالجاد،كبير حرج في وضعها بخانة الاستسلام والعجز .
هل يدخل في حيز الممكن التفكير في وضع متاريس كفيلة بأخلقة حياتنا السياسية؟
محمد تقي الله الأدهم