ظلالُ الخير ترسُمها البِطاحُ
ووجه الغيْث يَلثِمُه الصباحُ
وتهْتَزُّ الرَّوابي حالماتٍ
بأفراحٍ يبوح بها الأَقاح
فأهلا ً، مرحبًا بجديدِ عهدٍ
من الرحمن صيِّبُهُ قَراح
هي الآمال والأحلام تربو
ويرفعها حَنينٌ وارتياح
كأن سماءنا عادت وجادت
وعاوَدها الوفاءُ له اتِّضاح
فهل هذا خريفٌ جاء بُشرى؟
وهل غيْمُ الجفاف له انْزِيَاح؟
وهذى الأرض قد ظمئت زمانًا
تقاسَمَه العواصف والجِماح
وكم سَحَبَ السَّمومُ بها ذُيولاً
على الرَّمضاءِ فالْتهَب اللُّوَاح
ومات بَشامُها والضَّالُ صَرْعى
فَوارِعُه تُحرَّقُ أو تُزاح
فلا مرح النّخيل يميس زهوًا
ولا سجع الحمام له صُداح
ولا دومٌ ولا سَمُرٌ وأرْطى
ولا أيْكٌ لها ظلٌّ يُتاح
وكم من ْسدْرةٍ عطشت فغابت
عن الوادي وما ارتفع النُّواح
بقايا الطَّلح تنظر في خَبالٍ
وتخنُقُها الرِّمال فتُستباح
وفي صمت الوِهاد بلاَ غطاءٍ
نداء ٌصارخُ الشكوى صُراح
سقى الله المرابعَ كلُّ غيْثٍ
تُدانيه البواكر والرَّواح
بوارقُه ، رواعدُه سلامُ
ووابلُه انْسكابٌ وانْشراح
وألْبَسها مُروجًا مُزْهراتٍ
مَجَرّاتٍ تلاطفُها الرياح
وألْهَمَ أهلَها رُشدًا وعدْلاً
وإيخاءً فتَنْدمِل الجِراح
وصلَّى ثم سلم ثم صَلَّى
على المختار ما أنْبَلج الصباح.
آغشت 2022