الكتاب قدم نظرة شاملة عن الطريقة الغظفية ، فقد كانت غائبة ومجهولة لدى الكثيرين، نظرا لزهد وورع مشايخها .
هذا الاصدار النافع سجل نجاحا يحسب له، فهو مرجع مستقبلي لا غنى عنه لكل المعنيين والمهتمين بالتصوف بشكل عام ، باحثين وممارسين .
وغني عن القول ان الكتاب كان نتيجة جهود بذلت لسنوات طويلة وليس مرتبطا باي مرحلة سياسية، و ان كان ذلك محل اعتزاز وتشريف .
ولابد من التنويه بجهود معالي الوزير محمدْ أحمد بن محمد الأمين الذي وقف وراء فكرة الكتابة عن هذه الطريقة ومسارات انتشارها وتطورها ، منذ تعيينه سفيرا للجمهورية الاسلامية الموريتانية في تركيا ، وتواصله بالشناقطة الأتراك من الطائفة الغظفية التي قدِم أجدادُها إلى تركيا من أقصى الشرق الموريتاني ، وهذا ليس بمستغرب على معالي الوزير فوالده كان مريدا مخلصا في الطريقة الغظفية .
لقد اختار معاليه خبراء و باحثون أكفاء ومجتهدون قدموا جهودا كبيرة وسافروا إلى بلدان كثيرة لجمع الوثائق والمعلومات فضلا عن اطلاعهم على معظم ماله صلة بالطريقة ، حتى خرج الكتاب بحلته الفاخرة ، رغم ماواجههم من صعوبات في ظل شح المصادر والمعلومات مع عدم إنتمائهم للطريقة الأمر الذي فسر مطالبة البعض أنه كان بالإمكان التدقيق في بعض الروايات .
الكتاب الذي قدم له شيخنا المجدد عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه ، بمواضيع هامة لم يُسبق إليها ، ولم يقتصر تقديمه على الطريقة الغظفية بل أبحر - حفظه الله - في المراتب الثلاث مبينا أنها سلسلة مترابطة نسيج وحدها لتغطي الشخصية المسلمة كلها ، انطلاقا من البحث عن السبل الموصلة إلى إحياء روح الدين وربط صور الأعمال بمقاصدها مرورا بينابيع الحكمة واودية العلوم ورياض المعرفة وماتمايزت فيه من اذواق وفهوم ، ومن شرح صدره لفصل الخطاب وفض الخصام، إنه الاحسان والإحسان كمال لا حدود له، وتسام لا سقف له ، على مسلك السابقين.
وتميز الكتاب بأن وضع خاتمته العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه- حفظه الله - الذي أكد أن هذا المصنف الذي اعده خبراء ماهرون استعانوا بمعلومات جديدة ومن اهمها تراجم أعلام هذه الطريقة، ومادونوه من اذكارها واورادها واحزابها .
مشيدا بفريق إنجاز هذا الكتاب واخراجه لهذا المرجع العلمي والمصدر التاريخي.
وخصص الكتاب 24 صفحة لقطب الطريقة شيخنا عالي ولد آفا ( وباعتباري من أكثر المعنيين بالطريقة الغظفية) وفي هذه العجالة فإنه لولا شيخنا عالي وهو من كبار شيوخ التصوف و متصدري الطريقة الغظفية ، لما انتشرت فهو بعد شيخنا محمد محمود الخلف ، من نشر أعلامها ودافع عنها وجند منها الاجناد وقمع بها الحساد فازدهرت في عهده حتى أنشد أمير الحوض اعل ولد محمد محمود - في ذلك - من الشعر الحساني :
مايعاند فامرالقهار *** وي ذو الاشراف اتناف ***
كون لعاد اگليب الگركار ***اعاند جبل عرفه... "
وأوضح الكتاب الدور التاريخي البارز للمجاهد الشريف محمد الأمين ولد زيني ، احد أبرز تلامذة شيخنا عالي ولد آفا، والذي قاد هجرة الغظف التي انطلقت بعد وفاة شيخنا عالي ، حين بدأ المستعمر يتوغل لإحتلال منطقة الحوض فقرر أكثر من ستمائة شخص من القظف الهجرة إلى ليبيا ومنها إلى الحجاز والأردن وأخيرا إلى مدينة أضنه فى تركيا والقتال إلى جانب الأتراك في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
الهجرة التى انطلقت من "طلحايات ولد آفا " في الشرق الموريتاني كانت بقيادة الشريف الشيخ محمد الأمين بن زيني القلقمى وبمشاركة افراد من أسر شيخنا محمد محمود الخلف وأهل آفا وأهل مولاي الزين.