ما ترونه في الصورة يعرف بطقس العبور، بمعنى أن الشخص الذي قام بهذا التدنيس لا يهدف لسحر شخص معين - في الوقت الراهن على الأقل- هو فقط ينفذ طلبات الخدام الروحانيين الذي هم في الحقيقة مجرد شياطين، والراجح ان هذا الشخص خرج من الخلوة قبل وقت قصير.
السحر لا يعمل في العالم الفيزيقي (العالم المحسوس) التأثير يتم هناك في عالم الباطن، أو العالم الموازي، أو العالم الطاقوي سميه ما شئت.
للأمانة لا يستطيع أحد أن يشرح لك ماهية ذلك العالم بشكل دقيق لكن وللمقاربة هو مختلف تماما عن العالم الذي نعيش فيه رغم أنه زوجه وصورة طبق الأصل منه.
سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ.
هذا العالم صامت تماما، والرؤية والادراك لا تتم عن طريق الحواس بحيث لو تمكن شخص أعمى من العبور لرأى كل شيء بوضوح.
التواصل يتم عن طريق التخاطر و الإلهام وكذلك التنقل والغريب أنه عالم بدون زمن، قد تعتقد نفسيا انه مرت عليك ساعات وأيام هناك، وعند العودة تجد أنه مرت ثلاث دقائق حسب التوقيت الرياضي.
عند الولوج لهذا العالم بالصدفة وهذا يحدث لبعض الاشخاص قبل النوم،عند النقطة التي لا تكون فيها نائم أو مستيقظ (الوضع العدمي) ستلاحظ ان مخلوقات ذلك العالم لاتستطيع رؤيتك مع أنها تشعر بوجودك، وتنزعج منه. الأشخاص الذين عاشوا وخبروا تجربة الاسقاط النجمي يعلمون ذلك.
الشاهد أن كل شيء في عالمنا هذا له وجود ثانوي هناك ويمكن التأثير عليه من خلاله والعكس صحيح.
لكن الجن والعفاريت في الحالة العادية لايستطعون أذية أحد بسبب هذا الحجب، تماما كما لا نستطيع نحن رؤيتهم أو لمسهم في هذا العالم، لكن في حالة تدخل وسيط من البشر يكون الأمر للغاية، حيث يتحد الجسم الباطن للساحر مع الجن عن طريق الاستحواذ وعندها يستطيع هذا الثنائي التأثير في كل شيء وإيقاع ضرر بالغ قد يصل للجنون والموت.
لكن الساحر لا يستطيع أن يظل مقترنا بالعفريت فالأمر مرهق ويتم في حالة شبيهة بالنوم، وبالتالي سيكون تأثير السحر لحظي، ومن أجل تفادي ذلك يأخذ الساحر أجزاء من الشخص المراد سحره ويضعها داخل طلسم- الطلسم يحتوي على خريطة جيو باطنية ان صح التعبير مع عبارات من اللغات الأصلية، يتم عن طريقها ربط الجسم الباطن للمسحور بالجن، إن لم يكن محصن، وعند نجاح الأمر يستطيع الجن التواصل مع عالمنا من خلال الضحية.
يقدم المسحور على أعمال غريبة، كقضم الأظافر أو إيذاء النفس، وأحيانا يصرع، وغير ذلك من السلوكيات الشاذة.
كما يمكن حرق المال او الممتلكات في العالم الظاهر عن طريق ممارسات سحرية متقدمة.
أحيانا يربط السحر بالجسم الباطن لشخص ميت وهذا النوع هو الأخطر على الإطلاق ويتم اللجوأ إليه عندما لا تنفع الطلاسم العادية.
التعاويذ والعزائم وأسماء الجن يتم تعلمها من هاروت وماروت، وهم موجودون في الباطن ويمكن التواصل معهم في مستويات أعلى عبر تعاويذ وطقوس معروفة، لكن تبقى الرؤية الباطنية شرطا في كل ذلك، وهذا هو دور الخلوة التي يدخلها السالك.
يستطيع البشر جميعا الولوج لهذا العالم والمفارقة أنه أثناء المراحل الأولى للنوم يمر كل خص من هناك الفرق الوحيد أن السحرة، والأشخاص في وضعية الإسقاط النجمي يستطيعون تذكر الأمر لرتباط أجسامهم الباطنة بالجسم الفيزيقي أثناء التجربة، لذلك تستطيع الذاكرة لاحتفاظ بالتفاصيل كما تكون الإرادة السفلية حاضرة عندهم.
هناك سبع مراتب باطنية، المستوى الأول منها تجد فيه السحرة، والمغمين، والقرائن، والهوام، والأجسام الباطنية لسحرة تاهوا هناك بعد انقطاع الحبل السري لديهم، كما تجد الجن والسياسيين وزوجاتهما.. تقريبا كل الأوغاد في هذا العالم حاضرون.
في المراتب الأعلى تجد المتصلين النورانيين وهناك يمكن أن تطلع على كل الأحداث التي وقعت في الماضي مثل قتل هابيل لقابيل، كما يمكنك استخراج الأسرار والعلوم النافعة هذا الجزء يمكن الوصول إليه عن طريق الجلاء الروحي والتجرد الكامل، والمدخلية الوحيدة لذلك هو الشعائر التعبدية، والتقرب إلى الله... يقال إنه يمكن أن ترى الملائكة هناك والله أعلم.
تعرفون قصة تميم الدار والعجائب التي رأها؟
الراجح أن كل ذلك حدث في غلاف باطني وعندما يأذن الله سترتفع الحجب وتفتح الأبواب بين هذه العوالم، ونرى كل شيء، وقد يكون ذلك بسبب علوم وطرق يطورها البشر، وهذا مجرد رأي والله أعلم.
المهم أن كل هذا موجود، والأطفال الصغار يستطيعون إدراكه دون جهد. لكن كل ما انغمسنا في عالم المادة وتلطخنا بالآثام والأدران كل ما غلظ حجابنا...
يقول بعض العارفين بالله: "عين البصيرة كالعين الباصرة، يضرها أصغر الذنوب.
الخلاصة أن كل هذا داخل في ملكوت الله ولا يحدث فيه شيء إلا بإرادته وعلمه.
آه.. قبل أن أنسى أذكار النوم تحجبك هناك عن كل ما يمكن أن يؤذيك، والمرات التي تستيقظ فيها منشرح الصدر مطمئن القلب أو متعكر المزاج مكفهر الوجه دون سبب محدد، مردها إلى الأشياء التي تخبرها هناك، لذلك تم حجب سابگ ترگد.