بدأت الأعين تتجه نحو مواقيت الانتخابات، نحو التنافس والتحضير لمعارك التصويت وصناديق الاقتراع، الكل بات يعي أن التحضير الجدي واستغلال الوقت وسعته ضمانات لا تخيب لحصد المقاعد البلدية والنيابية خاصة في المقاطعات ومدن الداخل.
بدأت الأحاديث البينية والترشيحات المتخيلة والتوقعات والقراءات، بدأت في كل الأحزاب تقريبا إلا في أروقة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي لازالت في سبات عميق لا يوقظه سوى اجتماع للمكتب التنفيذي تعدد فيه قيادة الحزب إنجازاتها المختصرة في
خطابات وجُمل غير مفيدة ووعود عرقوبيه بإرسال بعثات إلى الداخل.
أيعقل أن حزبا يعتبر الذراع السياسي للنظام يكون بكل هذا الخمول؟، سؤال يطرحه أكثر من متابع للشأن السياسي المحلي.
سؤال آخر قد يبدو أكثر مباشرة من سابقه وهو: أيستحق فخامة الرئيس من هؤلاء كل هذا التباطؤ في دعمه وهو الذي أرسى بحكمة توافقا سياسيا قل نظيره على هذه الأرض وأنجز من المشاريع ما يقنع ناخبي عشر دول لا دولة واحدة قليلة السكان؟
جواب واحد قد يكون هو الأنسب لهذا الحال السياسي والأصدق كذلك وهو أن صحاب الفخامة ومنذ الوهلة الأولى ركز اهتمامه على المواطنين لا السياسيين وذلك من خلال إطلاق مشاريع تنموية واجتماعية نافعة، قلبت حالة البؤس التي كانت تطبع الحالة العامة لضعفاء الشعب إلى أمن غذائي وضمان صحي مجاني وتمويلات صغيرة ومتوسطة تغنيهم المسألة.
فليس السياسيون هم من رشح الرئيس ولا من زكاه وهي ربما إحدى ضغائنهم الخفية عليه، فقد تقدم بنفسه كمرشح مستقل ونال ثقة الشعب بشكل مباشر وبأغلبية مطلقة لتتوافد بعدها الأحزاب والمبادرات والشخصيات السياسية معلنة دعمها ومبايعة لولي الأمر.
إن على الأغلبية أن تستفيق من سباتها وتعد العدة من الآن للمعركة الانتخابية القادمة.