بأي ذنب قتلوك ، قتلوك لكي لاتكون سلاحا، في وجههم يوم يتم تعيينك وترفض اتباع اوامرهم ، قتلوك لارجولة منهم بل من أجل دحض التعليم لكي لايكون هناك جيل متعلم ...
قتلوك خلف الستار ...
صغيري، ها أنا اليوم بعد رحيلك أعلم بأنّه لن أسمع أجراس الموت تدق في شفتيك بعد اليوم، أعلم منذ احتضنك القبر تحت التراب وقفت كذاكرة تقف على شفير النسيان، أعلم ستمنحك أفواه المتملقين الواقفين على أرجل الخطيئة في أرض انطلت عليها خدعة الحياة المقحلة نياشين السلام، والمحبة، والصدق، والطهر، والوفاء، سيقولون: عظيم اغتاله الموت في غلس الشباب، الذكر يبقى زماناً بعد صاحبه، وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون.
مات الذي أحبه وسيموت غَيره الكثيرون، وسنموت نحن عن قريب أو بعيد، وننزل منازل كما نزلت، ونقف بين يدي الملك يوم الوعيد، وهذه سنة الله تعالى في خلقه، أنه لا باقي سواه والكل سيرحل إلى الفناء.
سألتُ الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا، فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا، فقلت فأين أطلبهم، وأي منازل نزلوا؟ فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما فعلوا.
الابعدا للقوم الظالمين.