كل ماشاهدتموه في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية أمس من احتجاز للإدارة والطاقم التدريسي هو بفعل بعبع الإخوان الذي يواجه الاصلاحات الإدارية والتنظيمية التي تقوم بها الإدارة الحالية للمعهد والتي تهدف بالأساس إلى اضفاء المصداقية لشهادات هذه المؤسسة ومخرجاتها بأسلوب مهني وإداري يحترم الطالب ويمكن الطاقم التدريسي من أداء مهامه على أحسن وجه وهي خطوات اصلاحية يشهدها المعهد العالي لأول مرة في تاريخه .
هذه الاصلاحات أثارت حفظية الإخوان سرا فخرجت أجنحتهم الميدانية بوقاحة ضاربة عرض الحائط بكل القيم والأخلاق .
غالبية طلاب المعهد العالي استنكروا هذه التصرفات الغريبة والتي لاتخدم سوى اجندات الإخوان الذين لايريدون لهذا الصرح العلمي أن يكون مؤسسة عمومية كباقي مؤسسات الدولة لأنه ظل على مدى عقود من الزمن مكانا لتفريخ أفكارهم وتجنيد منتسبيهم على حساب الصالح العام .
الاصلاحات القائمة التي تبذلها الإدارة العامة الحالية لهذا المعهد الذي بدأ يتعافى من تراكمات الماضي الثقيلة ويخرج من جلباب السياسة إلى مفهوم المؤسساتية والعودة لحاضنته المجتمعية والتعليمية بعيدا عن احتكاره من طرف اجندات سياسية لاتريد له اصلاحا وإنما تبذل قصارى جهودها لأن يبقى خزانا انتخابيا لها وأداة تحريك سياسية بيدها تخدمها من حين لآخر .
ولا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أن ماحدث أمس هو تعبير صادق لمدى مساعي اجنحة التيار الاخواني بالتأثر من فاعلية الاجراءات الادارية الاصلاحية التي بدأتها ادارة المعهد منذ اول يوم ، وبما ان العام الدراسي كاد ينقضي كان لابد للإخوان ان يعبروا عن امتعاضهم بطريقة او بأخرى عن حالة الاحباط التي يعيشونها بعد وضع الادارة الحالية يدها على كل مفاصل نقاط قوتهم بالأمس كنوع من استعادة هيبة المؤسسة وجعلها وطنية التوجهات بعد ان كانت أسيرة اجندات معينة لتيار مستعد للتنازل عن كل شيء إلا أماكن نفوذه والمعهد _ كما يعلم الجميع _ واحد من تلك الخزانات وبالتالي ما شاهدتموه ليس احتجاجا طلابيا اعتراضيا على اجراءات إدارية داخل مؤسسة عمومية فحسب ، إنما هو اعمق وأكبر من ذلك لأن الإخوان لايريدون للمعهد ان يكون له إدارة قوية وتمتلك كامل استقلاليتها ورؤيتها الاصلاحية كما هو حاصل مع المدير العام د. محمد محمود ولد سيدي يحي ولذلك ثارت حفيظتهم خطوات الاصلاح المتسارعة التي يشهدها المعهد العالي وارادوا التشويش والتشويه فسقوا للأسف في وحل الضياع كشفت أخلاقهم على رؤوس الأشهاد فسقطوا سقطت لن يتعافون منها قريبا وذلك بشهادة الجميع .
خلاصة الامر :
_ ان الاخوان لم ينجحوا هذه المرة في تحريك المعهد الذي استنكرت غالبية طلابه هذه التصرفات المنبوذة .
_ كما لم يستطيعوا ان ينجحوا في تحريكها إعلاميا فتم انتقاد تصرفات على كل المنابر الإعلامية .
_ أنه لأول مرة في تاريخ المعهد العالي تجد الإدارة مناصرة داخلية وخارجية وهذا شيء يحسب لإدارة المعهد وللشارع الموريتاني لم يعد تنطلي عليه أكاذيب وتلفيقات الإخوان اثناء مواجهاتهم المزعومة والمشوهة .