في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نتذكر الوالد الصحفي ديدي ولد محمد سالم ولد أسويدي (1932-2014) رحمه الله.. كان الراحل أحد رواد الصحافة الأوائل في البلاد. وقد بدأ مشواره قبل الإستقلال، حيث غطى عدة أحداث وطنية مفصلية في تلك المرحلة؛ فكان أحد الصحفيين القلائل الذين غطوا مؤتمر ألاك أواخر خمسينيات القرن الماضي، كما غطى زيارة الرئيس الفرنسي شارل ديغول لوضع حجر أساس العاصمة انواكشوط في مارس 1958 وكان ذلك من خلال عمله في الإذاعة الوطنية التي كان مقرها آنذاك في مدينة سينلوي بالسنغال، ليصبح محررا بارزا ضمن طاقمها الصغير سنة 1960 قبل أن يصير مديرا لها، ثم مستشارا إعلاميا للرئيس الراحل المختار ولد داداه..
يقول الراحل في مقابلة له مع الوكالة الموريتانية للأنباء سنة 2010:
"فى هذه الفترة بالذات، كان همّنا كإعلاميين هو تأصيل المواطنة والوعي بأهمية خدمة الوطن مع نقل ما يحدث دون تعليق.. كان الجميع مرتاحا للإستقلال، وكنا ننقل ما نرى. وكان للإعلام تأثيره، فالناس كان يهمها كثيرا الإعلام والعدالة.. وكان عدد الصحفيين في الإذاعة حينذاك قليلا جدا. وكانت الإدارة في يد الفرنسيين".
وفي تلك المقابلة التي نشرت قبل أربع سنوات من وفاته، يقول الراحل ديدي ولد أسويدي: "كنت من أوائل الصحفيين المهنيين إضافة إلى المرحوم اعبيدي ولد الغرابي، الذي تكوّن في إدارة الأخبار وكذلك عبد الله ولد سيديا الذي أصبح مديرا فيما بعد.. وتبعهم محمد محمود ولد ودادي، وخي بابا شياخ .. وكان المذيعون في الإذاعة من الموظفين الأوائل مثل عبد الله ولد عبيد (نائب وعمدة أطار الذي اغتالته أياد آثمة قبيل الإستقلال بأيام معدودة) وأحمد بزيد ولد احمد مسكه رحمهم الله جميعا".
وكما كان المغفور له بإذن الله ديدي ولد أسويدي كذاك، رائدا في ميدان الإعلام والصحافة، فقد كان فاعلًا سباقا في ميدان السياحة يشهد على ذلك فندقه "الأحمدي" أو Hotel Didi على شاطئ العاصمة أنواكشوط.. كما كان المرحوم رائدا في ميدان الطباعة والنشر.. وقد تكللت تجربته في "مطابع النور" التي أسسها في السنوات الأخيرة من حياته، بطباعة ونشر أول مصحف شنقيطي تبنته رسميا الدولة ليصبح "المصحف الموريتاني"..
عرف عن المرحوم تواضعه الجم، وبساطته. كما عرف طيب الذكر بالإستقامة والمساعدة وحب الخير للناس، والسعي لقضاء حوائجهم..
رحم الله ديدي ولد أسويدي.. ذكرناه بخير في يوم حرية الصحافة..