بدأ العد التنازلي لكتابة المشهد الختامي لبطولة أمم أفريقيا، عندما يلتقي المنتخب المصري بنظيره السنغالي، على ملعب "الأولمبي" بالكاميرون، مساء الأحد، بنهائي "الكان".
المنتخب المصري يبحث عن حصد اللقب الثامن في تاريخه، بينما يسعى "أسود التيرانغا" لرسم النجمة الأولى على قميصهم، بعدما بائت محاولتهم لخطف اللقب خلال نسخة 2019 بالفشل، بعد الخسارة بالمباراة النهائية أمام منتخب الجزائر.
قبل المباراة المنتظرة، يبقى السؤال الأهم: من الأقرب لحصد اللقب؟
بداية سيئة
يقول الناقد الرياضي، محمد طلبة، إن الرابط المشترك بين المنتخبين بالبطولة حتى الآن هو البداية السيئة، إذ قدم الفريقان مستوى مخيب للآمال، خلال دور المجموعات.
ويضيف طلبة لموقع "سكاي نيوز عربية": "السنغال حققت فوزا وحيدا بدور المجموعات ثم تعادلت بمواجهتين، بينما خسرت مصر أمام نيجيريا، وتمكنت من الفوز على غينيا بيساو بهدف نظيف، وبنفس النتيجة على السودان".
ويتابع: "الأمر لا يتعلق بالنتائج، بل أداء الفريقين السيء بشكلٍ عام، ما دفع قطاع كبير من الجمهور لتوقع خروجهما المبكر من البطولة، إلا أن الأدوار الإقصائية شهدت تطور مستوى المنتخبين كثيرًا، مع الوضع في الاعتبار أن مشوار المنتخب المصري إلى النهائي، كان أصعب من نظيره السنغالي".
الإرهاق والغيابات
خلال الأدوار الإقصائية، واجه "الفراعنة" منتخبات: كوديفوار والمغرب وصاحب الأرض والجمهور الكاميرون، بينما قابلت السنغال منتخبات: الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية وبوركينا فاسو.
ولم تلجأ السنغال إلى الأشواط الإضافية خلال المباريات الثلاثة، بينما خطف "الفراعنة" بطاقة الصعود مرتين عن طريق ركلات الترجيح، وخلال الأشواط الإضافية أمام المغرب.
في هذا الصدد، يقول طلبة: "مشوار المنتخب المصري الصعب بالبطولة، يشير إلى قدرة (الفراعنة) تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش، على تجاوز الكبار، لكن على الجانب الآخر، قد لعب الفريق قرابة 90 دقيقة أكثر من خصمه بالنهائي، مع الوضع في الاعتبار الضغط النفسي والعصبي الكبير الذي يتعرض له اللاعبين بمثل هذه الظروف".
جدير بالذكر، أن المنتخب المصري أصبح أول منتخب بتاريخ أفريقيا، يخوض 3 مباريات مدتها 120 دقيقة قبل النهائي.
ويتابع: "خسر المنتخب المصري عددا كبيرا من لاعبيه الأساسيين خلال مشواره بالبطولة، بينما الفريق السنغالي كامل العدد، بل دعم صفوفه بجناح واتفورد الإنجليزي، إسماعيل سار.. أحداث البطولة تصب في مصلحة المنتخب السنغالي، لكن الفريق الذي يستطيع الإطاحة بالمغرب والكاميرون وساحل العاج، يمكنه أيضًا حصد اللقب مهما كانت الصعوبات".
لغة الأرقام
ينتقل طلبة بحديثه إلى "لغة الأرقام"، التي تعكس جودة أداء المنتخبين خلال البطولة، قائلًا: "المنتخب السنغالي نجح في تسجيل 9 أهداف (3 بالقدم اليسرى، 6 بالقدم اليمنى) حتى الآن، بينما سجل (الفراعنة) 4 أهداف فقط (2 بالقدم اليسرى، وهدف بالرأس، وآخر بالقدم اليمنى) في طريقهم إلى النهائي".
ويردف: "مع الاعتبار لاختلاف قوة الخصوم التي واجهها الفريقان خلال البطولة، يظل السجل التهديفي المتواضع للفراعنة جرس إنذار لكارلوس كيروش قبل النهائي المنتظر، وعلى الفريق استغلال الفرص المصنوعة بشكل أفضل؛ لأن النهائيات تُحسم من خلال التفاصيل الصغيرة، وهدف مبكر قد يكون كافيًا لحسم اللقاء".
ويشير طلبة إلى أن المنتخب السنغالي نجح في استغلال الفرص المصنوعة بنسبة تهديف بلغت 15 بالمئة، بينما وصلت نسبة تهديف "الفراعنة" 7 بالمئة فقط.
على مستوى التسديد، سدد الفراعنة 76 مرة على شباك الخصوم، في المقابل سدد "أسود التيرانغا" 81 كرة، "بشكل عامٍ، الأداء الهجومي للسنغاليين أفضل، لكن كل هذه الحسابات قد لا تؤثر على مصير المباراة النهائية، إذ نجح الخط الهجومي لمصر بقيادة نجم ليفربول، محمد صلاح، في إنهاء الهجمات بشكل أفضل، والتغلب على أبرز النقاط السلبية في أداء المصريين خلال البطولة حتى الآن".
ويتابع: "على المستوى الدفاعي، استقبلت شباك كل منتخب هدفين، ونجحا في الخروج بشباك نظيفة خلال 4 مباريات.. تحسن الأداء الدفاعي للفريق المصري كثيرًا تحت قيادة كيروش، ولم يتأثر غياب الشناوي أو حجازي أو أكرم توفيق أو (الونش)، لأن الأمر يتعلق بالمنظومة الناجحة، باختلاف الأسماء، وهو ما افتقده (الفراعنة) خلال السنوات الماضية".
ويؤكد طلبة على أهمية الالتحامات خلال المباريات النهائية، "الفوز في الالتحامات والحصول على (كرة الثانية) يمنحك الشعور بالأفضلية على الخصم".
خلال مشوار الفريقين بالبطولة، فاز المنتخب المصري بـ 345 التحام من أصل 682، بينما قام الفريق السنغالي بـ 295 التحام ناجح من أصل 529، وهو ما يعكس فارق المجهود البدني المبذول من قبل المنتخبين خلال "الكان".
على مستوى الالتحامات الهوائية، فاز المنتخب المصري في 107 التحام من أصل 185، بينما فازت السنغال في 78 التحام من أصل 119.
صلاح وماني
مباراة خاصة ستجمع نجمي ليفربول محمد صلاح وساديو ماني، خلال "موقعة الأحد"، ويشير طلبة إلى أن جمهور المنتخبين ينتظر الكثير من أحد أبرز مهاجمي اللعبة خلال السنوات الأخيرة.
خلال "أمم أفريقيا"، ساهم النجم المصري محمد صلاح بـ 3 أهداف، إذ سجل هدفين وصنع هدف، بينما ساهم "ماني" بـ 5 أهداف (سجل 3 وصنع 2).
وبشكلٍ عام، ساهم صلاح خلال هذا الموسم مع ليفربول بـ 32 هدفًا، بينما ساهم ماني مع "الريدز" بـ 11 هدفًا فقط.
في هذا الصدد، يقول الناقد الرياضي محمد طلبة: "صلاح يقدم أداء استثنائي خلال الأشهر الأخيرة، دفع قطاع كبير من الجمهور لاعتباره الأفضل في العالم حاليًا.. لكن على الجانب الآخر، يملك ماني فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز تاريخي مع منتخب بلاده، أمام خصم يقوده صلاح، ولا يمكننا نسيان بعض الخلافات التي حدثت بين اللاعبين خلال الموسم الماضي، والذي نجح يورغن كلوب في إنهائها مبكرًا قبل أن تؤثر بالسلب على استقرار الفريق الأحمر".
ويختتم طلبة حديثه مع "سكاي نيوز عربية": "لا مجال للتوقعات في النهائيات، لكن نثق تمامًا في قدرة الفراعنة على حصد اللقب الغائب، وإسعاد الشعب العربي بالكامل"