قرات مقالا بعنوان : سؤالي لك ياهند للاديب الوزير محمدفال ولد بلال ثلاث مرات
الاولي لمجرد متعة القراءة
الثانية لأعيد التمعن في مجمل الافكار والروافد الثقافية التي تغذيه
الثالثة لأجيب عن السؤال : سؤاالي لك ياهند
مربي قبل الاطلاع علي هذا المقال الجميل نص آخر جميل
كنت سأستلهم في تقديمي له من بيت هند الشامية
وما هند إلا مهرة عربية **
سليلة أفراس تحللها بغل**
فإن ولدت فحلاً فلله درها **
وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل**
ولكني عدلت عن ذلك لاسباب فنية محضة
فإذا بالاديب الظريف معالي الوزير يورده علي لسان حال هند المالية مستعرضا نقطة التحول السياسي لدولة مالي من البغل الفرنسي إلي الدب الروسي وهو استلهام ادبي ظريف .. يحمل من الامل مايسر ومن التوجس ما ُيُغيظ ، فالبغل الروسي أمل خافت قد يبدد خيبة شعب مالي اتجاه البغل الفرنسي...لكن حضور محنة سوريا كفيل بان يحول الامل الي خيبة اتجاه الدب الروسي. ...
المقال يطرح بعمق إشكالية التحولات السياسية التي تشهدها إفريقيا ، والحال أنها مهرة جميلة بخيراتها وحضارتها .. في حين تتحللها البغال والدببة !!
ومن هنا جاز طرح هذا السؤال :
ألا تستغني افريقيا عن البغال "المستعمر الفرنسي " والدببة (الانقلابات )
واقع يبعث علي الحيرة
و قد ينقل التصورات السريالية من ضفة الأدب إلي ضففة السياسة .في تصور قد يجعل إفريقيا تبحث عن عبد الملك بن مروان جديد حتي تتحرر من تحلل البغال والحمير والدببة .
النچاج بنت محمذفال
سؤالي لكِ يا هند .. محمد فال بلال
إن من قرأ التاريخ يدرك دون عناء كبير أن دول الساحل عموما و "مالي" خصوصا مهرات حرة سليلة أفراس أصيلة تحللها بغل من أبغال أوروبا منذ قرن من الزمن. على أديم أرضها أقام الملك "كانكا موسى" أنهارا من اللبن لاستحمام زوجاته، وقضى الفارس المغوار "سوندياتا كيتا" حياته فوق ظهر جواده وتحت بريق سيفه.. وقد تحدثتُ إلى بعض الأصدقاء - وزراء سابقين وأساتذة ودبلوماسيين- عن أوجه التشابه بين دول هذه المنطقة وبين هند بنت النعمان وقصتها الشهيرة مع الحجاج بن يوسف.
هند امرأة جميلة ذات حسب ونسب لم تكُن راغبة بالزواج من الطاغية الحجاج، إلا أنه فرض عليها نفسه وتزوجها بقوة السلطة والمال. مكثت معه كارهة فترة من الزمن، إلى أن دخل عليها خلسة في يوم من الأيام فوجدها تتأمل حسنها في المرآة وتقول:
وما هند إلا مهرة عربية ** سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولدت فحلاً فلله درها ** وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل
ودول الساحل وخاصة "مالي" خيل حرائر تنتسب لحضارة عريقة تحللها بغل بقوة السلاح. مكثت معه كارهة لقرن من الزمن. وهي اليوم تستيقظ وتتأمل حسنها وجمال وجهها في المرآة وتحاول استرجاع خيراتها وأمجادها، فإن انتصرت واستقرت و ولدت حصانا فلله درها، وإن أخفقت و ولدت جحشا (انقلابا).. فجاء به البغل.
ولكن، يبقى سوال بلا جواب: إذا كانت "هند الشام" استطاعت التحرر من الحجاج بزواجها من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.. هل تتحرر "هند الساحل " من ربقة "البغل" إن تزوجها "الدّب"؟@محمد فال بلال