من وحي آخر ظهور للمتنبي (ناجي محمد الإمام)
لأنك للمأمول منك سبوق
وللسعي في كبرى الأمور تتوق
وأنك يوم الضاد إن غبت فالمدى
على أهل حرف الضاد سوف يضيق
واأ غياب الخل عن عرس خله
بمثلك رغم العذر ليس يليق
أتيت ليحظى الضاد منك بحقه
فللضاد لو تدري عليك حقوق
أتيت كأبهى ما يجيء مؤمل
فسُر رفيق و اطمأن صديق
تبديت وضاءً فوجهك مشرقٌ
وثوبك كالمعتاد منك أنيق
تحملت بالصبر الجميل مواجعا
ومثلك بالصبر الجميل خليق
تذكرت مرضى صابرين وفي الحشا
لأنات مرضى الصابرين حريق
تأثرت إشفاقا عليهم من الأسى
ومِنْ طبعِهِ قلبُ الشفيقِ رقيق
وغالبت حد القمع تأسى عليهم
وبعضُ الأسى جهدَ الصَّبورِ يفوق
فأبكيت آلاف تداعت تأثرا
وللبعض منها زفرة وشهيق
وريئت دموع غاليات ترقرقت
ومن للدموع الغاليات يطيق
حنانيك فامسح دمعة خزرجية
لها نسب في الكبرياء عريق
فلا اغرورقت عيناك إلا مسرة
تٌعبِّرُ عمَّا يُشْتهَى ويَرُوق
وصبت على من قد يبيتون هجعا
وليس لهم غير الأنين رفيق
شآبيب لطف لا تغادر محنة
تبلغهم أقصى المنى وتفوق.
