جرعات اللقاح المعززة.. لماذا تزداد أهميتها مع ظهور أوميكرون؟

مع ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا، آخرها "أوميكرون"، يتزايد الحديث عن أهمية الجرعات المعززة من اللقاحات المضادة للمرض، لمن تلقى بالفعل التطعيم كاملا.

ويوصي خبراء الصحة والحكومات حاليا بضرورة الحصول على جرعات ثالثة داعمة من اللقاح، فما أهميتها بالنسبة لشخص تلقى جرعتين سابقا؟

حسب تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، فإنه حتى قبل ظهور المتحور "أوميكرون"، كان من الواضح أن الجرعات المعززة ستكون مطلوبة للحفاظ على مستويات الحماية ضد العدوى.

ووفق التقرير، فإن "الأجسام المضادة المنتشرة في جسم الشخص المطعم يمكن أن تتلاشى بمرور الوقت، فقد أظهرت بيانات انخفاضا في درجة الحماية من العدوى لدى أشخاص ملقحين بعد مرور 3 أشهر فقط من تطعيمهم".

وكشفت البيانات أن المطعمين يكونون أكثر عرضة للإصابة بكورونا بنحو 15 مرة بعد مرور 6 أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية، وذلك مقارنة بمرور أسابيع قليلة.

وقالت "غارديان" إن "المتحور أوميكرون جعل الحاجة إلى الجرعات المعززة أكثر إلحاحا، حيث إن الطفرات التي يحملها تجعله مختلفا تماما عن السلالة الأصلية من فيروس كورونا. هذا يعني أن الأجسام المضادة التي حصل عليها الجسم من اللقاح ستكون أقل كفاءة في اعتراضه، لذلك هناك حاجة إلى كمية أكبر من الأجسام المضادة لتعويض عدم تطابقها مع المتحور".

وتشير دراسات إلى أن الجرعات المعززة ترفع مستويات الأجسام المضاد بشكل كبير، فوق المستوى المسجل بعد جرعتين فقط، وهو ما يمنح الأمل بأن تراجع المناعة سيحدث بشكل أبطأ بعد تلقي جرعة ثالثة معززة.

ويعتقد علماء، وفقا لدراسات أخرى، أن جودة الأجسام المضادة تكون أعلى بعد الجرعات المعززة، مما يعني استجابة مناعية أفضل وأكثر فاعلية.

ويسابق صانعو اللقاحات الزمن لإنتاج لقاحات مقاومة للمتحور "أوميكرون" الذي يعتقد أنه قد يصمد أمام اللقاحات المعروفة حاليا، لكن هناك مخاوف من ظهور سلالات أخرى قد تحتاج للجهد ذاته كل مرة.

لذلك يأمل العلماء ألا يكون الجيل المقبل من اللقاحات مصمما لمواجهة السلالات المنتشرة فحسب، بل أن يوفر حماية أوسع ضد أي طفرات محتملة عبر تحفيز استجابة الجهاز المناعي لآلية عمل الفيروس لا شكله، في خطوة إن تحققت قد تجعل المناعة تمتد لسنوات بدلا من أشهر.