جدل كبير أُثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، بشأن ترتيب المصري محمد صلاح، جناح ليفربول الإنجليزي، في قائمة الكرة الذهبية لموسم "2020-2021"، وذلك بعد أن احتل المركز السابع، مما أثار تساؤلات عن أسباب هذا التراجع.
وكان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، قد تُوج بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول"، بعد تفوقه على البولندي روبرت ليفاندوفسكي والإيطالي جورجينيو، بينما تراجع المصري محمد صلاح إلى الترتيب السابع برصيد 121 نقطة من إجمالي تصويت جائزة "البالون دور" للعام الجاري.
فوز يثير الجدل
وعلى الرغم من تتويج ميسي بجائزة الكرة الذهبية المقدمة لأفضل لاعب بالعالم من قبل في 6 مناسبات، فإن النسخة الأخيرة من الجائزة، والتي حصدها "البرغوث"، شهدت جدلا، بسبب تراجع مستوى "ليو" في الموسم الأخير، وخروجه من برشلونة الإسباني دون تحقيق سوى لقب كأس ملك إسبانيا، إلى جانب بطولة كوبا أميركا مع منتخب بلاده العام الماضي.
واستند المنتقدون لتتويج ميسي بجائزة الكرة الذهبية إلى أحقية عدد من نجوم العالم بالتتويج، من بينهم صلاح، الذي يقدم موسما استثنائيا مع ليفربول من حيث الأرقام والإحصائيات.
ماذا قدم صلاح في موسم "2020-2021"؟
توهج صلاح اللافت للأنظار منذ انطلاق الموسم الجاري في بطولتي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، لم يكن المعيار الوحيد لاختيار "الفرعون" في ترتيب متقدم بقائمة الكرة الذهبية لموسم 2021، وإنما الألقاب التي حصدها اللاعب على الأصعدة المحلية والقارية والدولية.
ويتصدر صلاح قمة ترتيب الدوري الإنجليزي خلال الموسم الكروي الجاري برصيد 11 هدفا. كما قدم 8 تمريرات حاسمة في 13 مباراة. وعلى الصعيد الأوروبي شارك مع ليفربول في 5 مواجهات سجل خلالها 6 أهداف.
أما موسم 2020-2021 فشهد تألقا واضحا للفرعون المصري، لكنه لم ينجح في حصد أي ألقاب جماعية، سواء مع ليفربول الإنجليزي أو منتخب مصر.
لماذا تراجع صلاح للترتيب السابع؟
ويفسر الصحفي براديو "ماركا" الإسباني، بابلو لويز، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب تراجع ترتيب صلاح إلى المركز السابع بقائمة الكرة الذهبية، عن الموسم الماضي 2020-2021.
ويقول الصحفي الإسباني: "عدم وجود صلاح من بين الأفضل في هذه الجائزة يعتبر ظلما، ويوضح مدى غرابة عملية اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية. يجب أن يكون صلاح دائما مرشحا للفوز بجوائز الجودة والأداء".
ويكمل: "فوز ميسي بالكرة الذهبية لا يزال أمرا روتينيا. أعتقد أن العديد من الذين يصوتون لا يعرفون لمن يصوتون ويفعلون ذلك بدوافع غير عادلة".
وينهي صحفي راديو ماركا الإسباني حديثه، قائلا: "صلاح حاليا أفضل لاعب في العالم بأرقام هائلة يحققها مع ليفربول منذ الموسم الأخير. اللاعب يستحق أن يحصل على جوائز مثل الكرة الذهبية.. لكن يتعين عليه الفوز بالألقاب".
غياب الألقاب الجماعية
وفي نفس السياق، يقول الناقد الرياضي أسامة عواد، لموقع "سكاي نيوز عربية": "السبب الرئيسي لتراجع صلاح هذه المرة في ترتيب جائزة الكرة الذهبية، هو عدم حصوله على أي بطولة خلال العام الحالي، مما أثر على التصويت له خلال الجائزة، عكس عام 2019 حين احتل المركز الخامس، وذلك لأنه حصد بطولتي دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكذلك مونديال الأندية".
ويضيف: "صلاح حصد في الموسم الماضي المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنجليزي، فنحن نرى أن ثلاثي المقدمة في الكرة الذهبية حصدوا بطولات هذا العالم، ميسي وليفاندوفسكي وجورجينيو، بعكس صلاح الذي لم يحقق أية بطولات خلال نفس الفترة".
ترتيب "صادم"
وعن ترتيب صلاح في قائمة الكرة الذهبية، يسترسل الناقد الرياضي: "أعتقد أن الترتيب صادم للكثير من محبي صلاح، لكن إذا رأينا من تقدموا عليه في الترتيب فكل منهم حقق البطولات رفقة فريقه أو منتخب بلاده. معيار الاختيار هذه المرة تركز على من حقق البطولات، رغم أن صلاح قدم أداء فرديا أفضل من الكثير منهم على الإطلاق. الكرة الذهبية ليس لديها معايير ثابتة في الاختيار".
وينهي عواد تصريحاته، معلقا على تتويج ميسي بالكرة الذهبية: "فوز ميسي كان متوقعا حسب كل المؤشرات التي سبقت الإعلان عن الفائز، لكن كنت أرى أن البولندي روبرت ليفاندوفسكي هو الأحق بالتتويج بها، لأنه ظلم في عام 2020 بعدم الفوز بها عندما تم إلغاء الجائزة بسبب جائحة كورونا، كما أنه قدم مستويات رائعة وحصد البطولات رفقة بايرن ميونخ".