في حديثه حول مسألة اللغة عرض المختاار ولد داداه لمواقف الافرانكفونيين من هذه المسألة قائلا ما معناه' إنه لو اقیم استفتاء في مناطق إقامة الزنوج لكانت نتيجة التصويت لصالح العودة إلى العربية ." ذلك أن العربية هي لغة التعامل والدين والتواصل الثقافي قبل الاستعمار
يتناسى الافرانكفونيين دائما أن أول من فرض إدراج العربية ضمن مدارس المستعمر هم الزنوج وذلك في مدرسة ابناء الشيوخ في اندر سنة
ثم بعد ذلك عندما اتسع التعليم الابتدائي في ما وراء الضفة اليمنى لنهر صنهاجة كان أول من فرض العربية على المستعمر هم الإخوة الفوتيون الذين فرضوا نظاما تعليميا كان اللعربية فيه قسط كبير يسمي لا مدرصا (La Medrassa)الذي يعد ( ألمان اندياك ) سبط ملكة والو (صامبولي ) اول من تبناه ..وزاد بان لا تفتح المدرسة إلا إذا حضر معلم العربية والشؤون الإسلامية وإذا لم يحضر لا تقام بقية الدروس..
وهذا النظام نفسه هو الذي استمر في بوگی 1912 و بتلميت 1013 علي يد العلامة باب ولد الشيخ سيديا
ويعد هذا النظام - ذي السمة الازدواجية - الوحيد الذي تحظي فيه العربية بمكانة مرموقة من بين كل المستعمرات الفرنسية
فلا مجال لاعتبار الإخوة الفوتيين والسوانك والوولف عائقا أمام العودة بالعربية إلى مكانها الطبيعي داخل المجتمع الموريتاني
ولكي لا أطيل
فإن هناك مجموعة أسئلة طرحت نفسها على الأيام التشاورية حول التعليم منها :
هل يمكن ان نستمر في تدريس اطفالنا المواد العلمية بالفرنسية
وهل يمكن ان نوفر البني التحتية والتربوية لاقامة تعليم ناجح
وهي أسئلة تعامل معها الافرانكفونيون بزاد هزيل
اولا لاستحالة تكريس الواقع الحالي لان ذلك لو كان ممكنا لما أقيم التشاور اصلا
وثانيا لأنه لا توجد أية مسوغات لاستمرار هذا الواقع
فالفرنسِية يهجرها ابناؤها في عقر دارهم ويتلقون تعليم معظم المواد باللغة الانجليزية
مماجعل عدة دول عريقة في مسار الفرانكفونية تتخلي عنها
مثل روندا والجزائر وتدرس الغابون حاليا نفس الخيار.
ثانيا إن المتسائل عن أي سبب للتمسك بالفرنسية لايجد مسوغا واحدا فجميع المدارس الموريتانية التي تدرس فيها المواد العلمية بالفرنسية منذ 1999 لاتوجد بها اي مختبرات ولا أي مظهر لاي دعم فرنسي لاعلي مستوي البنية التحتية للتعليم ولا على مستوي الموارد البشرية فلاتوجد أي أبعاد حضارية ولا سياسية ولا اقتصادية ولا حتي مصالح ظرفية للتمسك بتدريس هذه المواد بالفرنسية .مهما كانت مكابرة الافرانكفونيين
اما السؤال الثاني الذي فرضت الايام التشاورية طرحه هو
هل بإمكاننا ان ننجز تعليما ناجحا فالإجابة عليه تعلق بمدي إرادة الإصلاح السياسي عند السلطة الحالية ومدي قدرتها على التقدم خطوات كبيرة علي الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الحالي والتي لاتدرج إصلاح التعليم ضمن اولوياتها رغم توجه الرأي العام نحو هذا الاتجاه متقدما اشواطا كبيرة علي هذه القوي
لقد تجاوز الرأي العام تأزيم وتعقيد المشهد التعليمي إلي نقطة متقدمة مفادها رفض الواقع الحالي والمطالبة بتدريس هذه المواد باللغة التي كانت لغة العمل وجميع المداولات قبل الاستعمار فكل الدول عانت الاستعمار وعادت إلى لغتها إذاكانت مؤهلة لذلك وإن لم فتلك مسألة أخرى
هذا الأمر ترك الفرانكفونيين بلازاد
فلا خدمات فرنسية لقطاع التعليم يبكون على اطلالها بل إن البكاء جراء الواقع الحالي لحري بهم .
وحين يلجأ مسلكهم التأزيم إلي ادعاء ازمة تواصل بيننا يصطدمون بواقع مجتمع يتواصل في الأسواق والقاعات والتاكسي والبيس والمنازل فمن اين له ان يحتاج الى لغة التواصل
يبقي السؤال التالي هل تلجأ موريتانيا في ضرورة تدريس لغة انفتاح على العالم إلى خيار اللغة الانجليزية كبديل عن ن