17 أكتوبر 1945 - 17 أكتوبر 2021
اللهم ارحم السلف وبارك في الخلف.
يصادف اليوم 17 أكتوبر 2021 الذكري ال 76 ،بالتمام والكمال ،لوفاة جدنا المنعَّم : الوثيق الملقب اگيگ ولد مولاي عبد القادر الملقب عال ولد مولاي عبد المالك الملقب مَلُّوك ولد مولاي عمار الملقب ابَّعُمار الذي انتقل إلي جوار ربه في مثل هذا اليوم من سنة 1945.مولاي
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وأكرم مثواه وطيَّب ثراه وغفر الله ورحم كل من دعي له بالرحمة والغفران.
عُرف الراحل بتشبثه بدينه وبخلقه المثالية العالية وبكرمه وحكمته وحنكته وبذيع صيته وبنكران الذات وبالتفاني في خدمة الآخر والشأن العام والتحضّر والتكافل الإجتماعي الذي كان بلا منازع مضرب المثل فيه وفيه أبدع وابتكر … مما حدي بنظرائه تنصيبه علي رأسهم وناطقا بإسمهم وحاز علي لقب " شِيخْ اشْيُوخْ ".
شهد له القاصي والداني والعدو قبل الصديق بالذكاء الثاقب ( ولو أسماه قبل الأخير ب"الدَّهاء ") والإنفاق وصدقة السَّر يمشي بها بنفسه في ءاناء ليالي العَتمة كما كان يتركها في أماكن مهجورة من منزله وخارج منزله كي يقتنصها محتاج بسرية تامة حفاظا علي كرامته .
دأب علي إيواء واحتضان المستضعفين والمهمشين واحتواء وحماية المشرَّدين والمعدمين والفارين من الرِّق والإسترقاق من كل مناطق البلاد وخارجها خصوصا من مالي المجاورة وكذالك المضطهدين والمقاومين للاستعمار وعابري السبيل ومنقطعيه …حتي تشكَّل من ذالك الجمع مجموعات كبيرة من الساكنة أُطلق عليها آنذاك تسمية : " اگْنَيْدِيَّة اگيگ".
عُرف بولعه الشديد بالعلم والعلماء الذي كان يُجلُّهم ويأويهم ويطعمهم ويكسيهم ويكثر من مجالستهم ويقتني من بينهم معاونيه المقرَّبين وأصدقاءه الحميمين وكُتَّابه ومُوَثقيه الكتومين ، وكان مواظبا علي الصلوات الخمس في المسجد حيث كان مكان جلوسه فيه وموقعه في الصف معروفا ومحفوظا ومهابا من لدن الجميع.
كما دأب علي رعاية أهل العلم والعلماء وطلبة العلم والذود عنهم والتكفّل بهم وحثهم علي التحصيل والإنتاج والتدريس وكان يكرر داءما أنه يجب التكفل بكل حوائجهم الدنيوية لكي يتفرَّغًو للعلم .
وقد اهتم بصفة خاصة بصيانة ونقل التراث والمخطوطات وتأليف الكتب وتدوين المراجع ، الشيء الذي نري أثره الطيب اليوم والذي لولاه لإندثر الكثير منه وافتقدته رفوف المكتبات.
شهِد له المستعمر ، سلطة ومؤرخين وعلي رأسهم المؤرخ الفرنسي الموسوعي الكبير پول مارتي ، بكرمه وحكمته وبُعد نظره وكارزمته العالية ، وعلي وجه الخصوص شَهِد له ( بل عليه، من وجهة نظر المستعمر الفرنسي) بدعمه المادي والمعنوي وتواصله وصِلاته وهِباته لكبار مقاومي الإستعمار الفرنسي آنذاك وبالذات والتحديد الشيخ حماه الله والأمير سيدأحمد ولد عيده في موريتانيا والشيخ ماء العينين في المغرب…
والوثائق والشواهد والدلائل علي ذالك وَفِيرَة و مُتَوَفِّرَة…
