بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مدينة كولخ سنة 1966 م :

يا ليلة بهر الضياء ســــــناها
وتجاوبت عبــــر الفضا أصداها
وتعاطت الأيام كأس صـفائها
حيث اشمخر بها الزمان وتاها
وأعارت النيسان بهجتها كما
عبق الربيع برندهــــــا وكباها
والدهر ينصب نفسه جسرا لها
لتطل من شـــــرفاته ذكراها
ذكرى تعودت الصمود ولم تـــزل
نحو الخلود تحث كل خطاها
ذكرى تهز كيان كل مفكـــــــــــر
يتجاوز المبنى إلى معنـــاها
هي تلكم الذكرى المعيدة نفسها
في الحول تخليدا لمولد طه
فإذا أبو اسحاق يحيي واصــــــلا
بالذكر بين عشيها وضحــاها
وإذا مدينة تزدهي وكأنمـــــــــا
قد أصبحـــــت أم القرى وأباها
وإذا المنصة بالأرائك أفرشـــــت
وتخافقــــــــــت مزدانة أضواها
وإذا عكاظ وذو المجـــــــاز بكولخ
وكأنما خطباهمـــــا خطباها
وإذا الأهازيج المؤثر وقعـــــــــــها
تفري مدوية عنـــان سماها
وإذا الوجود يتيه في نشـــــواته
وقد استحال مسامعا وشفاها
واكتظت الساحات بالزوار واحــ
تشد الكثير أمامـــــــها ووراها
متجاهلين عراقهم وجهاتهـــم
لتجاوب الأرواح في مغـــــزاها
بعناية قدسية قادتهــــــــــــــم
تحدو من الهمم العلى قعساها
وحوافز الإخلاص تربط بينــــها
والقوم تحمد في الصباح سراها
إن النفوس لتشرئب لزور من
يغدو الكفيــــل بمقتضى لقياها
تلتف تحت لوائه منقـــــــــــادة
طوعا و يرفع باليـــــــدين لواها
وقد ارتقى قمم المعالى وانبرى
لصناعة التاريخ فاستـــــوفاها
يتسابق الوراد كأس معينــــــه
فذوو المعارف عمقها وصـــفاها
والناقلون أصولها وفروعـــــــــــها
والمعــــــــوزون جدائها وثراها
والخائفون إضاضها وحريمــــــــها
والمجدبون هشيمها وكلاها
لله قوم قلدوه فأمســـــــــــــــكوا
متبينين من العـــــرى وثقاها
وسقاهم من سلسبيل فيوضه
كاسا تزيح عن القلوب طخاها
فذوو النهى لم تكتمــــــــل إلا به
عن حكمــــة أحلامها ونهاها
يا مفخر العصر المكرس جهــــده
حتى يطيـــــــع العالمون الله
وتشاد للبيضاء كل عمــــــــــارة
لا تنتحي أيدي الفــــناء فناها
اهنأ فقد سعدت بكم أيامنـــــــا
والحظ حالفها وطــــاب هناها
وتعقبت أفراحها أتراحــــــــــــــــها
وتبـــــــــدلت ضراؤها سراها
ولأنت فكاك القيود عن اهلـــــــها
من بعد ما أوهى العناء عزاها
ولأنت طلاع الثنايا كلـــــــــــــــــها
ومفرج الأزمـــات وابن جلاها
وقد اشبهت منك الطريق طريق من
رمت اقتفاء طريقه إشباها
صلى عليه الله ما غنــــــــت على
فنـــــــــن الأراك بأيكة ورقاها
محمدو يحي بن خيري