في غرة ربيع الأول هذه السنة، لا يسعنا إلا أن نتذكر شهادة الكاتب والروائي الألمعي الروسي ليو تولستوي (1828-1910) في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ من خلال هذا الكتاب "حكم النبي محمد"، الذي ألفه دفاعًا عن الحق في مواجهة التزوير والتلفيق اللذين لَحِقَا بالدين الإسلاميِّ وبالنبي محمد— صلَّى الله عليه وسلَّم — على يد جمعيات المبشِّرين في «قازان»، والذين صوَّروا الدين الإسلاميَّ على غير حقيقته، وألصقوا به ما ليس فيه.
فقدَّم تولستوي من خلاله الحُجَّة وأقام البرهان على المدَّعين عندما اختار مجموعة من أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقام بإيرادها بعد مقدِّمة جليلة الشأن واضحة المقصد، قال فيها إنَّ تعاليم صاحب الشريعة الإسلاميَّة هي حِكم عالية ومواعظ سامية تقود الإنسان إلى سواء السبيل، ولا تقلُّ في شيء عن تعاليم الديانة المسيحيَّة، وإنَّ محمدًا هو مؤسِّس الديانة الإسلاميَّة ورسولها، تلك الديانة التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية 200 مليون نفس (زمن تأليف الكتاب). وقد عبر تولستوي كثيرا عن إعجابه بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد بلغ عدد ما ذكره منها في الكتاب ما يقارب 56 حديثاً.
"إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا".. صدق الله العظيم..