أجرى، تقيدني خطاي، فسيحة رؤياي، لكن المدى، قد ضاق بي ذرعا، فضاق، أجري، وسدرة منتهى روحي، كوى، رقت، وليلاتي محاق، أجري، أمامي الأبجدية مهرة، خبرت شعاب التيه من قبلي، فأتقنت السباق..
هذا مقطع من قصيدة "انعتاق"التي حصلت بها الشاعرة السودانية روضة الحاج على لقب شاعر سوق عكاظ فكانت أول امرأة تحصل على هذا اللقب منذ أكثر من 1500 سنة منذ إنشاء هذا السوق في المملكة العربية السعودية. شاركت روضة الحاج في العديد من المهرجانات العربية والدولية ، وحصلت على العديد من الجوائز ،وترجمت أعمالها إلى الإنجليزية والفرنسية، ويعتبرها كثير من النقاد من أهم الأصوات الشعرية الشابة في الوطن العربي. وهى أيضا الإعلامية البارزة التي قدمت للإذاعة والتليفزيون السوداني وقنواته الفضائية العديد من البرامج الحوارية ، والتي حصلت من خلالها على جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون كأفضل محاورة في الإذاعات العربية، هذا إلى جانب عملها في لجنة الثقافة والإعلام والشباب والرياضة بالمجلس الوطنى وناشطة فى العمل العام .
كما أصدرت مؤخرا مجلة السمراء التي ترأس تحريرها ،بالإضافة إلى مشاركاتها الثقافية العربية والعالمية، وأثناء مشاركتها فى ديوانية الشعر العربى التى أقامتها مكتبة الإسكندرية التقينا بها وكانت فرصة للاقتراب من فضاءات هذه المبدعة متعددة الاتجاهات.
أطلقوا عليك العديد من الألقاب منها شاعرة عكاظ وشاعرة النيلين وسمراء النيل وخنساء العصر وبنت ملوك النيل ..فأي هذه الألقاب تفضلين؟
أنا سعيدة بكل هذه الألقاب لأن لكل منها مناسبة خاصة ، فشاعرة النيلين حصلت عليه في مسابقة أمير الشعراء ،ولقب شاعرة عكاظ لفوزى بجائزة سوق عكاظ كوني أول امرأة تفوز بهذه الجائزة ،وأعتقد أن الألقاب تيجان حب وتقدير يضعها مطلقوها على رأس الشاعر ،ولكن أحيانا أشعر بأنها مقيدة بشكل ما، والشعر لا يحب التقييد ، لذلك أفضل أن أكون روضة الحاج.
وماذا كان شعورك كأول امرأة تحصل على لقب سوق عكاظ ؟
كان شعورا غامرا بالانتصار للمرأة الشاعرة، وانتصارا للتجربة الشعرية النسوية تحديداً ،لأنه كان في بالى دائما شعور الخنساء (تماضر بنت عمر الخنساء)وهى تدخل إلى ذات المكان الذي تقام فيه فعاليات سوق عكاظ الآن وتقرأ شعراً كان أفضل شعر قيل في ذلك الوقت ،ولكنها لم توجز كونها امرأة ،وقال لها النابغة الزبيانى الذى كان ناقد هذا السوق وحكيمه: لولا أن أبا بصير سبقك لقلت إنك أشعر الإنس والجن .وهذا الموقف أشرت إليه في قصائدي قبل أن أشترك في هذه المسابقة لأني كنت أتمثل الخنساء وهى تخرج حزينة لأنها كانت شاعرة عظيمة ،ولكن كونها امراة حال بينها وبين أن تكون شاعرة سوق عكاظ .
وعندما شاركت فى هذه المسابقة كثير من صديقاتى قلن لى لن تفوزي كونك امرأة ،وقلت لهن إن لدى هواجس خاصة تتعلق ببلدى السودان الذي من حقه أن يكون موجوداً وحاضراً بحكم محبته للشعر والأدب ،وبحكم تعاطي الناس فيه للشعر كما يتعاطون الماء والهواء، وكنت أريد أن أقول للقائمين على هذا السوق ما زالت الخنساء تثبت لأبى بصير أنها شاعرة، وفوجئت بحصولى على هذا اللقب، وصعدت إلى صخرة السرايا التي يقام عليها مسرح عكاظ ،ويقال إنها نفس الصخرة التي كان يقف عليها الشعراء قبل 1500 سنة وقرأت قصيدتي ،وأعتقد أنني بذلك انتصرت للنساء الشاعرات، وفتحت طريقاً جديداً آمل أن تسير عليه نسوة قادمات مبدعات.
لك قصيدة بعنوان "بلاغ إلى امرأة عربية"فما هو البلاغ الذي أردتِ أن توجهيه للمرأة العربية من خلال الشعر؟
هذه القصيدة مؤثرة جداً في مسيرتي الشعرية، وفى نفس الوقت مهمة جداً في حياتي؛ لأنني قرأتها لأول مرة فى أول مشاركة لى خارج السودان فى المربد، وفتحت لي نوافذ من الاحتفاء العربي. ووصلت إلى كل المنابر العربية عبر هذه القصيدة، والبلاغ ببساطة: إننا نعرف جميعا والمقيمون على أمرنا من هو العدو، ومن أين تؤتى الجبهات العربية ،ولكننا ندون البلاغات ضد مجهول، هذه هى فكرة القصيدة.
ما آخر أعمالك الإبداعية؟
لى تحت الطبع ديوانان, الأول للأطفال بعنوان "أغنيات الفتى البنفسجى"وهو تجربتي الأولى للطفل ،والثاني"مبنى على الكسر"، وأعمل الآن على تجميع قصائدى التى تناثرت هنا وهناك خلال مشاركاتى الثقافية داخل السودان وخارجه.