محاولة بناء الدول بالمدح أو القدح أي بمجرد كلام يسمونه تارة " تقييما" وتارة " تحليلا" ؛ يبدو أنها نظرية موريتانية صرفة.
فلننتظر إذا!
-النخب "العقيمة" التي لا تنتج سوى نسخ متطابقة " كربونية" من الهذرمة ؛ لا يمكن أن تقدم شيئا في عالم اليوم .
التشابه بين سرديات التقييم المشيدة متطابق حد الضحك ، تماما مثل التطابق بين سرديات التقييم القادحة.
على النخب أن تنتهي عن "الطًمْعَ اف لعقل" كما نقول بالحسانية ، وأن تقدم -وإن كان ولا بد من الكلام- مقاربات ناضجة معرفيا أولا وعمليا ثانيا.
فواجب الوقت الآن يتطلب من النخب، أن تكف عن التذرع بمجرد الكلام، لنيل مصالح شخصية وقريبة كثيرا ما تكون على حساب الوطن؛ لأنها تجامل في الشأن العام.
- ولك أن تعجب حين تجد الرئيس نفسه يقول " الطريق طويل"؛ ويعلن بعض النخب " المنتحلة" أن برنامج الرئيس نفذ بالكامل أو يكاد، وأن ثمار التنمية أينعت وأن وأن ! لا الوطن يرضى بهذا ولا أظن الرئيس يرضى بهذه العقلية النخبوية التي تتجاوز التثمين الموضوعي إلى المغالطة.
-المشاكل البنيوية لموريتانيا - على فرضية أننا سلكنا طريق تصحيحها- لم تحل ولا يمكن أن تحل بهذا الاستهلاك والاستسهال.
-لذا ما نحتاجه من هذه النخب أن تحكم " شاهد عقلها"؛ وأن تجمل في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها - أو كما قال عليه الصلاة والسلام- وأن تقدم للرئيس الذي تواليه - لو صح منك الهوى أرشدت للحيل- تصورات مكينة مدروسة، بعيدا عن الديماغوجية والادعاء والأنانية، هذه التصورات تدور:
أولا : حول تصور حلول للمعضلات "الحقيقية" التي تمس معاش الناس ومستقبل البلد، والتي ينعكس تصحيحها إيجابا على أمن المواطن وغذاءه وصحته ودخله وتعليمه وتشغيله ونوعية حياته...
وثانيا: كيف ندخل بلادنا في مسار تنموي مخطط ومدروس يلحقها بالعالم .
وثالثا: كيف نصنع دولة المؤسسات القوية ذات الرسوخ والديمومة؛ التي تحفظ للدولة وجودها واستقلالها واستمراريتها ، وتضمن للمواطن رفاهيته وحقوقه ، مؤسسات متجاوزة للأفراد والأنظمة مهما كان وزنها وشأنها.
-بكلمة واحدة ألا يمكن لكل هذه الأدمغة والأقلام والألسن، أن تتصور لنا كيفية استنبات إرادة ورؤية وخطة؛ لبناء نموذج لموريتانيا عصرية قوية جذابة ، في ظل فرصة الاجماع الشرعي اليوم والذي لا يزال مستمرا حول الرئيس.
أما آن لنا أن نخرج من الزمن السياسي - بدعايته ودعابته ومرواغاته- إلى الزمن التنموي بعلميته ( تصورات ) وجديته ( إرادة حازمة قاصمة) وعمله ( بنى ومؤسسات ومصانع ).