دون مبالغة ساهمت القيادة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في التخفيف من آثار جائحة كورونا المستجد على الاقتصاد الوطني وحياة الناس فالبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي حرص الرئيس على تنفيذها دعما للمواطنين أظهرت نجاعة كبيرة في التخفيف من وطأة الجائحة و حافظت على التوازنات الاقتصادية الكبرى . لكن المفارقة هي أن كل تلك الجهود كانت من طرف واحد هو الدولة في ظل غياب شبه تام لأي دور الرجال الأعمال . لا أريد هنا أن أعمم ففي التعميم ظلم لرجال أعمال وطنيين لهم مساهمات مشهودة في كل الأزمات التي تمر بها البلاد لكنه استثناء وللأسف يؤكد القاعدة . فما إن ضربت الجائحة أطنابها حتى تسابق بعض رجال الأعمال لزيادة الأسعار وإلى الاعيب الاحتكار وكأن الوطن لايستحق الدعم ولا المؤازة متناسين ماقدمه لهم من فضل وخير ونعم الناظر لأوضاع الدول الأخرى من جيران نحترمهم وأشقاء نجلهم يجد سباقا محموما من قبل رجال الأعمال الخدمة أوطانهم في ظل جائحة لاتبقي ولاتذر . فبين مستثمر يقدم بكل حب دعمه في مجال توفير الأدوية والمستلزمات الصحية و رجل أعمال يحرص كل الحرص على توفير الأكسجين و الكمامات والمعقمات لبلاده و آخرون يسارعون في تثبيت الأسعار والحفاظ عليها في متناول المواطنين . مقارنة مؤسفة و مؤلمة حين تسمعها وترى بأم العين تجارنا يتسابقون لجني الأرباح المضاعفة على حساب الشعب لم تبخل الحكومة بقيادة المهندس محمد ولد بلال في وضع الخطط وتسيير الأزمة رغم تباطئ وخذلان رجال الأعمال فوفرت البدائل و بذلت جهودا كبيرة لمراقبة السوق وضبط الأسعار لكن كل تلك الجهود كانت لتستثمر في مجالات أخرى لو أن رجال أعمالنا تحلوا بقدر يسير من المسؤولية رئيس الجمهورية استقبل رجال الأعمال أكثر من مرة ووضع ثقته بهم كأبناء للوطن ورفع عنهم الكثير من الأعباء حتى يساهموا في التخفيف من الأزمة عن الشعب لكن بعضهم استغل تلك الطيبة وتلك الفرصة وانقلب على وطنه طمعا في دريهمات لاتغني من جوع . أرجو في النهاية من رجال أعمالنا الوطنيين أن يواصلوا دعم الحكومة والشعب وأتمنى من أولئك الآخرين أن يعودوا لرشدهم ويساهموا في معركة موريتانيا التنموية بكل إخلاص يملية الضمير والأخلاق والدين .
بقلم : حمد سالم ولد الناهي " شريف"