رسالة من طوكيو إلى الشعب الموريتاني ..!!

السلام عليكم.. مشاهدي الأعزاء أيها المواطنون؛ أيتها المواطنات؛

بعد افتتاح دورة ألعاب (طوكيو) وشروعي في التدريب واحتكاكي ببعض المتسابقين أدركت أن الطموح وحده لا يكفي؛ بل لا بد من تراكم الخبرات وإرشادات المدربين والمؤطرين والفحوص الدورية والتغذية الصحية والدعم المادي والمعنوي..

وقد تبدّى لي جليا أن الفرق كبير بين التمرن على الطرق المعبدة بالإسفلت المغشوش -حيث كنت أتدرب- وبين الممرات الأولمبية المُعدَّة للمتسابقين..

كونوا منصفين؛ ماذا تتوقعون من رياضي وجبة إفطاره: كاس من عاشوراء مع قطعة خبز؛ وغْداه مارُو مُنيّخْ بحبات من الفاصوليا، واعشاه الله أعلم بحاله.

الخلطة "إللي ماه في الديكة ارجيل"

سأكون صريحا معكم لقد أدركت منذ اللحظات الأولى أن الفرق بيني وبين بقية المتسابقين كالفرق بين سيارة رباعية الدفع وحمار يجر عربة؛ و بين مدينة طوكيو وبلدية انبيكت لحواش؛ وبين مستوصف توجنين ومستشفى "مايو اكلينيك" بواشنطن ..
ومع ذلك؛ تسلحت بالعزيمة والإصرار..

أما فيما يخصُّ الجانب الآخر فإليكم أمثلة على ما كنت ألقاه من دعم معنوي:

أحدهم عند ما كنت أمر من أمام منزله الفخم -والعرق يتصبب غزيرا- كان يضحك حدَّ القهقهة وهو يسمع أبناءه يتندَّرون:"جاكم "فارغ صُوصُو" آخر يمتلك بقية أخلاق يصرخ من أعلى منزله: "اسويقيطو" لا تَكِتْلَكْ الدَّفعَ..
وسيدة فاضلة: "يوِلِّي لا تعطب راصك حانيني انزركلك"

إخوتي أصدقائي: لقد بذلت فوق طاقتي لأنال المركز الذي حققته..كنت أتمرّن في الهاجرة، تحت المطر، وبين دخان السيارات وقرب مكبات القمامة..
كل هذا في سبيل إسعادكم ومحبّةً للوطن..
إخوتي الكرام؛ القادم أفضل والإنجازات تسبقها الإخفاقات فكونوا متفائلين وإياكم والتشاؤم فإنه يعمي البصر والبصيرة.
.....
أخوكم: عابدين ولد محمد