بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
يخلد الشعب العربي وكافة أحرار العالم، بكل فخر واعتزاز، الذكرى التاسعة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة التي فجرها القائد المعلم جمال عبد الناصر استجابة لتحديات الأمة في التبعية والتخلف والتجزئة، فخاض في سبيلها معارك مختلفة وعلى جبهات متعددة،شملت إجلاء الإنجليز، وتأميم شركات قناة السويس، وبناء السد العالي، وتوسيع رقعة الإنتاج الزراعي ومحطات توليد الكهرباء، وصناعات النسيج والحديد والصلب، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومجانية التعليم، والصحة، ورد العدوان الثلاثي والعدوان الصهيوني، والعمل من أجل تحرير فلسطين وخلق إرادة عربية وحدوية تؤمن بوحدة المصير العربي، ودعم حركات التحرير، والوقوف مع الشعوب المستعمرة والمضطهدة في إفريقيا، وآسيا، وأمريكيا اللاتينية.
وبهذه المناسبة التاريخية، فإن الوحدويين الناصريين في موريتانيا، في الوقت الذي يحتفلون بهذه الذكرى الخالدة فإنهم يعبرون عما يلي :
1.أن الأمة العربية تواجه اليوم تحديات أكبر ومخاطر أعمق من تلك التي كانت تواجهها إبان انطلاق ثورة 23 يوليو 1952، فقد تمكنت قوى الاستعمار العالمي من امتلاك مقدرات الأمة والتحكم في مقاليد أنظمتها واستغلالهما لتحويل ساحاتها إلي ميادين الإرهاب والتطرف، والتدمير والهدم والتفجير، وتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي، فتعمقت التجزئة وتكرست الهيمنة ودمر العراق وسوريا وليبيا واليمن وقسم السودان وأنهك لبنان، وروجت صفقة القرن الصهيونية لفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني وإنهاء القضية المركزية ، فبدا الوطن العربي وكأنه عاد القهقرى أزمانا.
2. أن واقع الأمة العربية الراهن ينذر بمستقبل غامض مخيف، إن لم يقيض الله لها جيلا واعيا بحجم التحديات مؤمنا بضخامة المسؤوليات مستعدا للانخراط في النضال والتضحية لرفع التحديات وتحقيق أهداف الأمة في الحرية والعدالة والوحدة.
3. تمسكهم بالمشروع الناصري بمضمونه القومي الإسلامي الصحيح وبالنهج التقدمي الذي ظل يدعو إليه طيلة امتداد تاريخه في الساحة الموريتانية دفاعا عن مكانة العربية وترسيم وترقية لغاتنا الوطنية وحماية هويتنا الثقافية ووحدتنا الوطنية،وترسيخ دولة المواطنة، ومواجهة مختلف أشكال التفاوت الفئوي والطبقي والعنصري، والغبن والتهميش والاسترقاق، ومحاربة الفساد المالي والإداري وانهيار الأخلاق والقيم.
4.انخراطهم في مواجهة تحديات الأمة ومواصلة نضالهم من أجل إقامة وطن عربي موحد تتحقق فيه مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة،
5.وقوفهم مع الشعب العربي في فلسطين في مقاومته المجيدة ومواجهة مختلف مخططات تصفية القضية وتهويد القدس الشريف، والتغلغل الصهيوني في المجال العربي والإفريقي .
6.دعوتهم كافة القوى الوطنية والقومية إلى استنهاض الهمم، واستلهام الروح القومية والتقدمية لثورة 23 يوليو، من أجل توحيد الجهود ورص الصفوف دفاعا عن الأمة وتحقيقا لمطالبها العادلة في تحرير فلسطين وتحقيق دولة المواطنة والحرية والعدالة ومحاربة الغبن والتهميش والاستغلال.
7.رغم مرور 69 سنة على ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 ,فإن قيم و دروس هذه الثورة لم تمت،بل لا زالت تشكل الهاما لاجيال الأمة المتعطشة لإقامة ديموقراطية تحميها عدالة اجتماعية،توفر لكل مواطن الضمانات الأساسية لحرية اختياره،و لتحقيق حلم وحدة الدوائر العربية والإفريقية والإسلامية، سبيلا لحشد كافة القوى لمواجهة المشروع الصهيوني ،وتمكين المواطن داخل هذه الدوائر من العيش بحرية وكرامة في ظل استقلال حقيقي للقرار السياسي والإقتصادي
نواكشوط، بتاريخ 23 يوليو 2021