من المحكي المتداول في بتلميت أن رجلا ينحدر من إحدى مناطق موريتانيا الأخرى، جاء إلى المدينة زمن الاستعمار، واحترف سرقة الإبل..
بعد عمليات عديدة، وشكايات كثيرة، جرى تعقبه وتوقيفه، وأُودِعَ السجنَ على المرتفع الغربي..
علم ذووه، فجاء وفد رفيع منهم للشفاعة فيه، وفي معرض ذلك تحدثوا عن أفعاله المستقبحة التي لا تمثل مجتمعه، ومنها سوابق في عقوق والدته وأذيتها..
بتدخلات ووساطات من أعيان المدينة أُفْرج عن الرجل، وأقيمت مأدبة غداء لتسليمه في هيئة حسنه إلى وفد ذويه..
أثناء الحديث في المقيل التفت إليه أحد رجال بتلميت ناصحا، ومُعرضا، وكان سمع مقالة ذويه فيه: "الْوَاعرْ الوالدة"، فرد الرجل بسرعة بديهة وعقل منطقته، مستحضرا المثل: "إلِّ وَصَّاكْ أعْلَ أمَّكْ حَگْرَكْ": "الْوَالْدَة مَا تَعْنِيكُمْ مَا أعْلِيهَ الْبَايْ خَلُّ بَيْنَانَ وهِيَّ"..
والْبَايِ: الحرف، وصورته (بـــ) ميسم يضعه كثير من مُلَّاك الإبل في منطقة بتلميت تبركا ودفعا، لأنه ميسم الشيخ سيديَّ رحمه الله تعالى، وذريته..
مُوجِبُه: لِلْبَعْلَاتِيَّة أهل، وهي منهم بمكان، ومن دفنوهُ فيها مَعْنَاهَ عَنُّ يَالَّ يندفن فيهَ، ولا يعني ذلك الآخرين، بمعنى آخر: "ما أعْلِيهَ ( )"، فَـ خَلُّوا بَيْنَ البَعْلَاتِيَّة وأهل البَعْلَاتِيَّة..
رحم الله سكان الْبَعْلَاتِيَّة، وسكان جميع مقابر المسلمين..
القاضى أحمد المصطفى