مرة أخرى مع " نجاة العرب " و " عروبية معاوية "

 

في ردى على سؤال وجيه وجهه لي الأستاذ الأديب الألمعي الشيخ معاذ سيدي عبد الله

تلقظت بكلمة لم القي لها بالا مفادها أنه رغم علاقة القرابة التي تربطني بالمحيط المقرب للرئيس السابق معاوية ولد الطايع امده الصمد لم أستطع أن اتاكد من نسبة كتاب نجاة العرب اليه.. و يبدو أن الرسالة و صلت و ربما تكون فهمت على شكل " فهم أهل اتويزكت " بانها نوع من عدم الرضا من طرفي على من اعتبرهم في جملة اقرب المقربين الي و اعزهم علي عائليا ...لذلك ارسلوا لي تحفة اغلى من " تكلاع الحمر و تجباتن " الذي دابوا على إرساله كابرا عن كابر الي البعيد قبل القريب..و تتمثل التحفة في كتاب " نجاة العرب " مجلد بنفيس الجلود على شكل صندوق زينة للمكتبات و الصالونات منقوش عليه عنوانه بخط أنيق يعجب الناظرين فتبارك الله احسن الخالقين ...

ففهمت من ذلك ، علاوة على تأكيد صحة نسبة الكتاب المذكور إلى الرئيس السابق معاوية ، بأن مودة محيطه المقرب التي عهدتها اقرب الى قلبي من حبل الوريد لا زالت كما عرفتها فشكرا جزيلا للمحيط المقرب و أن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم .. حقا سعيكم فكان السعي مشكورا....

و عودة الي ما كتبت عن الكتاب و بخصوص عروبية معاوية اتمسك بما عبرت عنه في ردي على الأستاذ انطلاقا مما عرفته شخصيا من تجربتي في نظام الرئيس السابق...و قد عبرت مرارا وتكرارا عن ما يمكنني قوله في نظامه و فيه كرئيس سابق و في الرؤساء السابقين الذين صاروا كلهم جزءا من تاريخنا الوطني لا يمكن تجاهله...

و ساعود لمثل ذلك أن شاء الله بموجبات أخرى فكما يقال لكل مقام مقال كما سأعود باذن الله الى قراءة بل الى قراءات اخري لكتاب نجاة العرب. و هو كتاب يمكن ان يعتبر جملة من الخواطر .تولدت في ذهن كاتبه من نعمة الفراغ ادام الله علينا و عليه نعمه.

و قد سطر المؤلف خواطره على خلفية تداعيات ما صار يعرف بالربيع العربي في حوار خيالي مستنبط من واقع العروبة و علاقتها الوثيقة باللغة العربية الفصحى

.. و بالجملة يبدو أن السيد الرئيس الذي دعى طيلة حكمه إلى محاربة الأمية و نشر المعارف قبل أن يقر في احدي أواخر اجتماعات مجلس الوزراء تحت رئاسته بأن جل المبادرات التي راي بواسطة التلفزة كانت مسرحيات سيئة الإخراج أو " اتياطر " على حد تعبيره وصل إلى أن جهود الإصلاح المنشودة في العالم العربي لن تتحقق في ظل تغيب لغتهم الام ..

لقد كان صادقا في ذلك التعبير العفوي كما كان صادقا في تحفظ سمعته منه ذات اجتماع لمجلس الوزراء على تحمس معالي وزير البترول و المعادن السيد زيدان ولد أحميده الذي بشر السادة الوزراء بأن مورتانيا مقبلة على نهضة كبرى بفعل المعادن التي توجد في منطقتي تازيازت و تيحيرت فعلق الرئيس معاوية قائلا ما مفاده بأن السيد الوزير محق في قوله لكن لدينا بعض المعادن التي يجب أن تترك الأجيال القادمة و أنه

لا فائدة في المعادن دون المعرفة لجميع المواطنين و أن علينا أن نركز على برنامج نشر التعليم و المعارف.... هذا جانب من معاوية عرفته فيه يحدث عن أفكاره بصدق حتي يجعلك أحيانا تظن أن الضابط المخابراتي يعيش في عالم الأفكار بعيدا عن الواقع لكنه يومن بأفكاره و هذا ما لمسته في قراءة جديدة سريعة لنجاة العرب التي طغى عليها إيمانه الصادق بأستحالة مستقبل لشيء اسمه العرب دون القطيعة مع التفرقة التي سببتها لهم لهجاتهم العامية و العودة إلى اللغة العربية الفصحى .

عبد القادر ولد محمد

.