*بين صورتين:*

بين صورتين

يقال إن هذه الصورة صورة منت البار, وإذا كانت كذلك فربما التقطت لها قبل "التنشاف" أو بعده بقليل.
ومهما يكن من أمر فإن الصورة التي رسمها لها "كاف" ول سعيد عبد الجليل أجمل بكثير من صورة كاميرا هذ النصراني المحترف!
يقول ولد عبد الجليل:

أمنادم ما شاف التنشاف
اعل منت البار اعل نار
اتنشّفْ خلّتْها ما شاف
التنشاف اعل منت البار.

ويقول:
خلُّو عنكمْ كثرتْ لخبارْ
يالناثِ واعليكم ْراثِ
منتْ البارْ ألاَّ منتْ البارْ
والناثِ لخْراتْ الناثِ

ومرة لقي ولد سعيد ولد عبد الجليل منت البار لقاءً كحسْو الطير عند موضع يسمى امبطار، ثم مر على ذات الموضع بعد فرقة دهر، فتذكرها ولم يكن قد نسيها فقال:

حد اكصرلِ ذالدهر اكَـطارْ
الدمع ْ اعل دار امبطارْ
حكْ انْ ذاكْ اعلَ مثلِ عارْ
يكدر يكصرْ حدْ اتواسيه
غيرْ اكطارْ الدمع اعل دارْ
امبطار ابلا غرظِ فيه

فالحگ ان نتفقد ش
فم اعييت انراه ابديه
ويتم اادمع الا يمشِ
مــاهُ گاع آن لمّـشّــيه

ومن هذا كله يتضح أن مثل هذه الصور الفوتوغرافية على أهميته التراثية والتاريخية فإنه ينال من الصورة الأسطورية التي تختزنها الذاكرة الثقافية عن ليلى وعفراء ومنت البار ومنت اجريفين وأضرابهن من غيد الحي أيام كُنَّ يغرين بالمنى، يواصلننا همساً ويبخلن باللمس. "

الأستاذ أحمدو ولد اجريفين