أتحفتنا الوزيرة Mehla Ahmed بكلام فني ثمين لباحث أميركي حول الموسيقى الموريتانية، وتمنّت أن يتفضل أحد أخصائيي الترجمة من العارفين بـ«أزوان» بالاضطلاع بترجمته كي تصل الفكرة وتعم الفائدة. تجرأتُ شخصياً وقمت بمحاولة لترجمة النص القصير، فكانت النتيجة كلاماً مفككاً وغير متسق، لذلك مسحته على الفور وعرضتُ الأصل الإنجليزي على الباحث والمؤلف محمد ولد محمد علي، فردّ ضاحكاً: ثقافتي في أزوان محدودة للغاية، لكن لن يكون الأميركي «أزيون» مني، ثم أهداني هذه «الخيانة» الجميلة للنص الأصلي.
--------------------------------
يعد «أزوان» (فن الموسيقى الموريتانية) قُطارةً أو خلاصةً لجميع أشكال الثقافات الموسيقية التي تلاقت وتلاقحت تاريخياً على أرض موريتانيا الحالية؛ لذلك فهو يتضمن جزءاً مهماً من التقاليد الفنية الراسخة لإمبراطورية المانديغ في مالي، والتي شكَّلت ذخيرةَ الألحان والأنغام الموسيقية المرتبطة بعازفي التيدنيت في شرق موريتانيا على الخصوص. كما يعد «أزوان» خلاصةً للبنية النموذجية التي صاغتها وشكّلتها قبائلُ بني حسان العربية على مر القرون.
وفي الوقت الحالي فإن جميع مكونات التقاليد الثقافية في موريتانيا، أي عالم الموسيقى في هذا المجال الجغرافي الذي يضم تراثات الماندينغ والسوننيك والُفَّلان والبربر والعرب..هي كل أولئك وقد تلاقحوا وصاغوا ما يُعرف الآن بالموسيقى الموريتانية (أزوان). إنها موسيقى عربوفونية فريدة لكونها تُعد أساساً مؤسِّساً من صميم أفريقيا الغربية متمثلا في «إيغَّاون»، أي الفنانين التقليديين. لكنها أيضاً تمثل البُنية النموذجية ذاتها الثاوية ضمن التقاليد الفنية لعدد من من البلدان الإسلامية الأخرى، كما هو الحال في تركيا وإيران وأوزبكستان وشمال إفريقيا.
وأخيراً فإن مؤسسة «إيغاون» مؤسسة شبه صحراوية من حيث أنماط ألحانها وآلاتها والدور الاجتماعي الذي يؤديه الموسيقيون.