أنا ودار الشباب القديمة ....ومحطات من مسار النضال ..... /محمد سالم ولد الداه

..... فى نهاية السبعينيات وأنا طفل  فى السنة الخامسة من التعليم الإبتدائي فى المدرسة رقم 6 بالعاصمة، كان موعدى الأول مع هذه الدار، لحضور أول نشاظ ثقافى ينظمه شباب ناصريون من  طلاب الإعداديات والثانويات عبر نادى شنقيط الثقافى، وهو النادى الذى كان له السبق فى إحياء الساحة الثقافية آنذاك. .
فى سنة82 وأنا فى الإعدادية حيث أوج الحراك السياسى كان موعدى الثانى مع هذه الدار لحضور ندوة ثقافية تنظمها الجمعية الثقافية الإسلامية ،وفى ردهات الدار وعند مدخلها كان هناك نقاش حاد مابين الناصريين  والإخوان وهي المرة الأولى التى تعرفت فيها على شيخة المناضلين زينب بنت مباه وحينها كانت اامرأة قوية ثورية لا يشق لها غبار فى الميدان الناصرى..
 ...فى هذه الدار دائما من سنة 86 سأشارك فى تأسيس أول جمعية ثقافية يؤسسها الناصريون  وهي جمعية غرناطة للثقافة والآداب والفنون.
وقبل ذلك كانت  هي نفسها  الدار التى وجدت فيها ملتجأ  آمنا بعد مطاردة ليلية محفوفة بالمخاطر من طرف الشرطة، عندما قفزت من حائطها الشمالى فى وهن من الليل،لكن بعد   أن سطرتها بالأحمر العريض على حائط إعدادبة البنين
بالدم واللهيت  سيتم التعريب...
وهو نفس الشعار الذى سطرته فى  نفس الليلة على فناء حائط فندق شنقيط القريب من سينما المنى.
  لقد بقي ذلك الشعاركما هو إلى غاية وسط التسعينيات، كلما مررت من أمامه أقف متأملا  متسائلا...  أين الذين  سلكو بنا الطريق..؟  ماذا دهانا... وماذا دهاهم؟
.
بالأمس ...  وبعد مايزيد على ثبلاثين سنة مضت... جاءنى الرد ومن داخل هذه الدار....
 
بالأمس ألهمتى أيتها الدار... وأعدتنى إلى ذكرياتى القديمة  .. الى زمان  الألق الناصرى ..إلى زمان العفة  الثورية ...
بالأمس كان العناق.....بالأمس صدرت رسالة جديدة ... ستعيد لى ذكرياتى وحماسى وشبابى وأنا أتفرس فى وجوه شيوخ  وشيخات النضال 
إسمعوا... وعوا...
بالامس فقط سيعلم من ضمه  مجلسنا ... أنه ...إن كنا قد غبنا فقد عدنا... والرسالة... أننا  على خطى  ما سقط من أجله شهداؤنا لسائرون.... 
الوحدة...الوطن....الهوية
فنامى قريرة العينين....باسيدة المناضلين  والمناضلات .. و يا شيختهم ...يا أمنا ...زينب بنت مياه... فقد انبلج فجر جديد......