ذكرى 5 حزيران المشؤومة

 

فى مثل هذا اليوم 5 حزيران 1967 أي قبل 54 سنة، شن العدو الصهيوني الغاصب حربا شاملة على الأقطار المحاذية لفلسطبن المحتلة دامت ستة أيام و دمر فيها العدو جيوش الانظمة، و زاد منسوب غطرسة هذا العدو، و هلَّل له الغرب و نفخ إعلامه فى جيش "اتسا حال" الذى "لا يقهر". فى ما أُصيب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بصدمة نفسية ما زال يتردد صداها و تحولت حركة "القوميين العرب" إلى الماركسية و كفرت بالنهج القومي ظنا منها أن "الاشتراكية العلمية" أو الشيوعية هي الرد على الهزيمة. كانت ثلة القوميين الذين صَمَدوا و ظلوا يَعضُّون على مبادئهم القومية الثورية بالنواجذ يُحيُون هذه الذكرى الأليمة كل سنة مدة خمسة عشرة عاما - خاصة فى موريتانيا - بالاضرابات و المناشير و التعبئة بجميع أشكالها، و على رأسها شرح أسباب الهزيمة و أنها من صُنع الأنظمة و ليس للشعب العربي فيها أي دور إلا الاستماع إلى الإذاعات التى كانت كلها تُطَبِّل لانتصارات العدو فى حرب "الستة أيام" كما اعتادوا تسميتها بتشفيٍ لا يخفى على أحد .. لا شك أن تلك الذكرى الأليمة لم تعد تُخلَّدُ فى الدوائر النضالية القومية إلا أن الذاكرة الجمعية العربية ستظل تحتفظ بها كمرحلة فارفة من تاريخ الامة و كدليل على التغييب الممنهج للجماهير العربية سواء كان ذلك فى الحرب أو فى السلم. كما تبيَّن لاحقا أن الرد الحقيفي العلمي على الهزيمة كان فى ثورة حزب البعث فى العراق سنة واحدة بعد ذلك أي فى 1968 الذى أظهرت للعدو الصهيوني أن الحرب المتعددة الأوجه، بما فيها الهجوم العسكري - ضرب النظام العراقي آنذاك العدو بتسع و ثلاثين صاروخا - هي الرد الحقيقي المناسب و ليس مجرد مراجعة فكرية كما عمدت إليها بعض الحركات الانهزامية.

#ذكرى_5_تموز_