بإصلاح الصحافة يصلح المجتمع .. من الأرشيف 2010

 قبل أشهر من الآن عقد أول مؤتمر ديمقراطي لنقابة مهنية مستقلة جامعة للصحفيين الموريتانيين من  العاملين فى القطاعين العام والخاص،  يعتبر المؤتمر الأول من نوعه منذ استقلال البلاد،، وقد جاء تلبية لدعوات عديدة ظلت تطالب بضرورة تنظيم المهنة وتنقيتها ممن لا تتوفر فيهم الشروط القانونية لممارستها،  كما جرت فعاليات هذا المؤتمر بروح جماعية ديمقراطية وشفافة، حيث فتح المجال أمام المشاركين للمساهمة في إثراء ونقاش وثائق المؤتمر من نظام أساسي وميثاق شرف يضبط الأخلاقيات المهنية، ويلزم الصحفيين بتطبيق ما جاء فيه من بنود هامة،  واحتكم فيه  المنتسبون  الي صناديق الاقتراع التي كانت   الفيصل الحاسم بين المتنافسين على كسب ثقة الزملاء؛ لكن بعقلية منفتحة وروح متضامنة، يحدوها الأمل في انتشال المهنة مما أصابها من الضعف والوهن والتشتت، ضمانا لتكريس الحريات والدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للصحفيين. ولكي  يعطي  الجيل الجديد مثالا حيا على قدرة الزملاء على تجاوز خلافاتهم وتموقعاتهم السياسية وأن يتخلصوا من تبعات ما تعرضت له المهنة  من تشويه وما جلبه ذلك من آثار سلبية على  صاحبة الجلا لة .

 

لقد كانت حالة الإجماع المتفردة التي عبر عنها نشطاء  المهنة وهم يتنادون إلى اصلاحها  وتنظيمها وتأطيرها حالة تدعوا إلى الطمأنينة في إمكانية أن تلعب نقابتنا الوليدة دورها كاملا في هذا الاتجاه.

وقد سعت دائما منذ انطلاقة تأسيسها إلى التحضير بكل ثقة وفعاليةواستقلالية وجدية للوصول إلى تلك الأهداف النبيلة التي رسمتها لنفسها، مساهمة منها في إصلاح سيجعل الطريق سالكا إلى سلسلة من الإصلاحات تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي مجالات لا زالت تنتظر من يساهم في إصلاحها حتى تينع ثمارها ويحين قطافها.

لكن ذلك لن يكون بتفكير أحادي متفرد بقدر ما يحتاج إلى عقلية منفتحة وتفكير جماعي مسؤول. وان يبدا كل بنفسه ليصلحها اولا.

فأي إصلاح لا بد له من إرادة جادة وصادقة، ولا بد أن يكون مدفوعا بفريق متحمس يتحسس المسؤولية الوطنية ويقوم بأعبائها، وأي إصلاح لا بد أن تسايره ديمقراطية ومنظومة حقوقية عادلة، وأي إصلاح كذلك لا بد أن ينبع من الداخل حتى يأخذ مداه، فعلى كل شريحة مهنية أو غير مهنية أن تسعى إلى إصلاح نفسها من داخلها، ونحن في مهنة الصحافة سعينا إلى ضرب المثل في هذا الاتجاه راجين من المولى عز وجل أن يوفقنا فيه حتى نعيد إلى مهنتنا اعتبارها،ولا نريد لاي زميل ان يكون خارج  اجماع الصحافة ولنكون  سباقين إلى المساهمة في عملية الإصلاح الشاملة لبلد لا زالت إشكالاته كثيرة وعميقة.

محمدسالم ولد  الداه

النائب الأول  النقيب الصحفيين

نشر فى مجلة النقابة

30 يناير 2010