أول مهمة عربية في تاريخ الفضاء . .مسبار الأمل الإماراتي يصل إلى مدار كوكب المريخ

نجحت الإمارات العربية المتحدة في وضع مسبار “الأمل” الإماراتي في مدار كوكب المريخ، لتصبح بذلك أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر، بعد فترة ترقب قام خلالها المسبار بمناورة حرجة.
وقال مدير مشروع الامارات لاستكشاف المريخ عمران شرف، “إلى شعب دولة الإمارات، إلى الأمة العربية والإسلامية، نعلن نجاح وصول دولة الإمارات إلى مدار الكوكب الأحمر. الله منك الحمد”.
وفي تصريح مباشر من مركز دبي الفضائي، عبر شرف والمهندسون الذين كانوا يتابعون الرحلة عن ارتياحهم.
بدوره، قال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، “مبروك لشعب الإمارات، مبروك للأمة العربية، ما حققتموه شرف لكم ولأهلكم ولبلادكم ولأمتكم …”.
والمهمة هي الأولى من أصل ثلاث تبلغ الكوكب الأحمر هذا الشهر.
فقد أطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في تموز/يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من مركبات الاستكشاف إلى مدار الكوكب الأحمر أو إلى سطحه علمًا أنه الأكثر استقطابًا للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وبعد وضع مسبار “الأمل” حول المريخ، صارت الدولة الخليجية الثرية التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بينما ستصير الصين السادسة في اليوم التالي.
قبيل الموعد المرتقب، أضاءت الإمارات معالمها باللون الأحمر ليلا، ووضعت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مسبار “الأمل”، فيما استعد برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، لعرض احتفالي ضخم.
واحتفاء بهذه اللحظة التاريخية، عُرضت صور قمري المريخ – فوبوس وديموس – في سماء دبي، لإتاحة “رؤية ما يراه المسبار”، وفقًا المكتب الإعلامي في دبي.
وأكد حاكم دبي ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة له إن “50 بالمئة من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا لم تستطع أن تدخل المدار”.
وأضاف “ولكن أقول .. حتى إن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ .. هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم “.
بدأت مناورة التموضع في المدار التي استغرقت 27 دقيقةً عند الساعة 15,30 ت غ، أو 19,30 بالتوقيت المحلي.
وتعين على المسبار خلالها أن يدور ويبطئ مساره حتى يدخل في مجال جاذبية الكوكب في عملية استخدم فيها ستة محركات للدفع العكسي (دلتا في) ليقوم ذاتيا بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.
وتستهلك العملية المعقدة نصف وقود المسبار، كما يستغرق وصول إشارة من مسبار “الأمل” إلى الأرض 11 دقيقة.
وكتبت سارة الأميري رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، هذا الأسبوع في تغريدة “27 دقيقة عمياء تحدد مصير 7 سنوات من العمل”.
أداة لهدف أكبر
وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف لوكالة فرانس برس إن “هذا المشروع يعني الكثير للدولة والمنطقة ومجتمع العلم والفضاء العالمي”.
وأكد أن “الأمر لا يتعلق بالوصول إلى المريخ، إنه أداة لهدف أكبر بكثير. أرادت الحكومة رؤية تحول كبير في عقلية الشباب الإماراتي … لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات”.
وكان رئيس الوزراء ونائب رئيس الدولة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكد في وقت سابق في تغريدة أن “نسبة النجاح المتوقعة لدخول مدار المريخ 50 %، ولكننا حققنا 90% من أهدافنا: بناء كوادرنا ومعارفنا”.
وهذه أول مهمة من نوعها في العالم العربي، وقد صممت لتكون مصدر إلهام للجيل الشاب في منطقة غالبا ما تشهد صراعات وأزمات اقتصادية.
وفي حين أنّ هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام.
ويستخدم المسبار ثلاث وسائل علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ بإرسال المعلومات إلى الأرض في أيلول/سبتمبر 2021.
وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.
وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، “تياونوين-1″ الصيني و”المريخ 2020” الأميركي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلا من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما