إلى علماء العصابة البهاليل

سيدي علي بلعمش

ـ أن يدعم إمام مسجد أو عالم أو فقيه عصابة مجرمة تستبيح شعبا و تنهب خيراته دون أي وجه حق و يدافع عنها ، هذا أمر عادي لا سيما في بلادنا التي عرفوا فيها ـ مع الأسف ـ بما نخجل عن ذكره على ألسنتنا.

ـ لو كانت رابطة أئمة موريتانيا و رابطة علمائها مهددة بالسجن و التعذيب لبحثنا لها عن مبررات و التمسنا لها الأعذار لكن أن يكون الراتب و المزايا الأخرى هي السبب الأوحد لاصطفافهم خلف عصابة يدركون جميعا ظلمها و جورها و ما سببته من تخريب و دمار للبلد و ما زرعت بين أهله من كراهية و عداوات، فليكن الله حسيبهم.

ـ إذا كان علماء و أئمة و فقهاء موريتانيا يدركون ما ألحقته هذه العصابة الشريرة ببلدنا و شعبنا من ظلم و جور و خراب و دمار ، فهم أجرم بإعلان تأييدها في تخريب ما تبقى من الكيان الموريتاني .. و إذا كانوا لا يدرون فهم غير مؤهلين أصلا للإمامة و لا للفتوى و لا لغير تسيير المخابز.. ما أنتم إلا كتيبة من حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية ، تدينون بما يدين و تلعنون من يلعن و تفسدون كما يفسد و تتقاسمون الفتات مع المنافقين حبة بحبة..

ـ لو لم يفعلوها باسم روابط علماء و أئمة و فقهاء موريتانيا لما أهدرنا قطرة حبر في شأنهم و كانوا كغيرهم من المتزلفين و المتملقين و المنافقين المهرولين خلف كل من يرمي لهم بفتات، كما كانوا يفعلون ، لكن أن يفعلوها باسم علماء و أئمة و فقهاء موريتانيا ، فتلك أمانة أهم من رواتبهم و أكبر من هممهم ، لن نقبل أن توكل لمن يبيعها رخيصة : أنتم علماء ولد عبد العزيز .. أنتم فقهاء ولد عبد العزيز .. أنتم أئمة ولد عبد العزيز و لموريتانيا رب يحميها و شعب يدافع عنها : إن لهذا الوطن حراسا يحمون دينه و أخلاقه و شعبه ، لا يبيعونها بثمن ..

ـ لأن الله حرم علينا عبادة الأصنام و تقديس من لا يملكون من شروط القدسية إلا ما فرطوا فيه و باعوه بثمن بخس

ـ لأننا ندرك جيدا أن إبليس عد من الملائكة (رغم أنه من الجن ) بسبب غزارة علمه و حسن عبادته..

ـ لأنكم قررتم بكامل إرادتكم أن تتنازلوا عن واجبكم الديني و الوطني و الأخلاقي و الاجتماعي مقابل فتات عصابة تعيش على النصب و الاحتيال ، لا تحترم شرعا و لا قانونا و لا أخلاقا ..

لن نزيدكم على ما اخترتم لأنفسكم ؛ فحولوا الإفتاء إلى صكوك غفران و المساجد إلى مخابز و اعطوا ما لله لقيصر و ما لقيصر لتكيبر و كونوا من غزية إن غوت فغزوة الدستور غواية حمقاء .

إننا نسألكم اليوم بجد و السؤال من حقنا و الجواب من واجبكم :

ـ هل يحق لنا اليوم أن نصلي خلفكم ؟

ـ هل يحق لنا اليوم أن نستفتيكم؟

إذا كان من حقكم أن تعبدوا من أطعمكم من جوع و آمنكم من خوف، فهل يكون من حقنا نحن أن نكفر بمن لم يطعمنا من جوع و لم يؤمنا من خوف؟

ما الفرق بين من يقولها و من يدعمه و من يشهد برعايته للدين و دفاعه عن حدود الله؟

هل نذكركم بأن على رأس التعديلات التي تؤيدون تغييرها “كن للإله ناصرا و أنكر المناكرا (…)

و أيضا و أيضا ، ماذا بعد “لو كان رسول الله حيا لوشح و رشح محمد ولد عبد العزيز”؟

ليتكم تفهمون حقا أن الله غني عن العالمين..!

رحم الله الإمام مالك ، كم عانى من أجل هذا الدين .

هل نذكركم ؟

هل تريدون حقا أن تتذكروا؟

ألا ليتكم تتذكرون.!