قصة مؤلمة لرجل مُسن تركه أبناؤه مريضا في المستشفى

إنه رجل كبير يرقد في المستشفى لهرم جسده..وضعف جسمه...واصابته بأمراض متعددة..
يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة..يساعده على أكل طعامه وعلى الاغتسال , ويأخذه في جولة قصيرة بحديقة المستشفى وهو يستند عليه ..

و يساعده على الاستلقاء على سريره ولا يذهب إلا بعد أن يطمئن عليه .

دخلتْ عليه الممرضة في أحد الأيام
لتعطيَه الدواء وتتفقد حاله فوجدت كل شيء مرتب ونظيف ,فقالت له :

“ ما شاء الله , هل هذا ابنك !؟
نظر إليها ولم ينطقْ... وأغمض عينيه على دمعة حارة لا يريدها أن تخرج.
وقال بينه وبين نفسه “ ليته كان أحد أبنائي .. “

أبنائي تركوني ولم يسألوا عني ولو بالهاتف.

إن هذا يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه..
رأيته مرة وهو صغير يبكي عند باب المسجد بعدما تُوفيّ والده ..فهدأتُه ومازحته.. واشتريت له الحلوى...ولم أحْتك به منذ ذلك الوقت .

لكنه , منذ أن علِمَ بوحدتي أنا وزوجتي , وعرف أن أبناءنا تركونا وسافروا الى الخارج مع زوجاتهم وأبنائهم , منذ ذلك الوقت وهو يزورنا كل يوم ويتفقد أحوالنا ويُحضر من بيته الطعام والشراب لنا حتى وَهَنَ جسدي ولم أعُد أستطيع الحركة , فأخذ زوجتي إلى منزله وأسكنها مع أسرته ونقلني إلى المستشفى للعلاج .

وعندما كنتُ أسألُه : لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا وتتعب نفسك وانت لديك مشاغلك الكثيرة؟ “

كان يبتسم ويقول  :

"ما زال طعم الحلوى التي اشتريتها لي في فمي يا عمي.."ولا يمكن أن أنسى وقوفك  معي ذلك  اليوم في الوقت الذي لم يسأل عني أحد غيرك. 

يقول الشاعر :

إزرعْ جميلا .. و لو في غير موضعه
فلن يضيع جميلٌ .. أينما زرعا

إن الجميل و إن طال الزمان به
فـليس يحصده .. إلا الذي زرعا