ثلاث زوجات وخذ الثالثة مجانا

سمها هوازن ميرزا، ويفترض أنها أكاديمية سعودية. هذه السيدة تقترح إنشاء أكاديمية للتعدد يتم فيها "تزويج" شاب أعزب من ثلاث نساء، آنسة وأرملة ومطلقة، خلال شهر واحد؛ وإذا نجحت التجربة ستقدم له الزوجة الرابعة بعد عشر سنوات، مجانا.

بعد الغضب... وبعد الإحساس بالقهر حين نطلع على تصورات وعقليات كهذه، لنتتبه أولا للألفاظ ولنركز عليها: هذه الأكاديمية السعودية التي تقدم محاضراتها بجامعة الملك عبد العزيز، تتحدث عن "التزويج" وليس الزواج، وعن علاقات إنسانية يتم تحديد مراحل إنجازها زمنيا؛ إذ ينفذ البند الأول خلال شهر واحد، ثم يتم تنفيذ البند الثاني بعد عشر سنوات؛ وتتحدث أيضا عن "المجانية"، إذ تقول ميرزا في إحدى تغريداتها: "إذا نجحت التجربة، سنهديه الزوجة الرابعة مجانا.."

 

 سناء العاجي، صحفية مغربية عملت ولا تزال تعمل في العديد من المنابر والمواقع الإخبارية في المغرب وخارجه باللغتين العربية والفرنسية. حاصلة على الجائزة الثالثة للتحقيق الصحافي من المنظمة الهولندية "Press Now". ساهمت في كتاب مشترك تحت عنوان "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي"، ونشرت لها رواية " مجنونة يوسف" سنة 2003 عن دار "أركانة" للنشر (مراكش)

 

فهل نتحدث هنا عن زواج، أم عن عقدة تجارية بشروط زمنية ودفتر تحملات؟ وحين نتحدث عن إهداء الرابعة مجانا، فهل يعني هذا أن أول ثلاث زوجات كن بمقابل؟ ألا يعني هذا أننا نجعل الزواج عملية تجارية تماما كأي عرض تجاري في محل للملابس أو الأكلات الجاهزة: اشتر ثلاث قطع وخذ الثالثة مجانا؟ وكل هذا في مدة زمنية محددة: شهر ثم عشرة أعوام. وهل النساء هنا سلع يقتني منها الرجل ما يشاء ويدفع مقابلا عن ثلاث قطع ليأخذ الرابعة مجانا؟

هل تتحدث هذه السيدة عن علاقات إنسانية أم عن سوق للعبيد والإماء بشروط للبيع والعرض والطلب؟ وما هو تصورها للزواج؟ ألا يشبه مقترحها سوقا نبيع فيه النساء بالجملة، لكن بصيغة حلال وبطلاء شرعي؟

نحن اليوم أمام حادثة قد تكون عابرة... قد تعرف طريقها للتحقق وقد لا تفعل... لكنها تؤكد لنا أن التصورات اللاإنسانية والمهينة للمرأة وللزواج وللعلاقات، ستستمر في إعادة إنتاج نفسها باستمرار... وليس فقط من طرف الرجال؛ لكن من طرف النساء أنفسهن.

وها نحن أمام دليل جديد على أن العقلية الذكورية ليست حكرا على الرجال ضد النساء. هي منظومة شاملة تطورها وتدعمها النساء أيضا في العديد من الحالات.