عفريت في شركات نقل الأموال!

لص غير عادي رفع شعار " إن سرقت اسرق جمل" حيث رفض توريط نفسه في جرائم سرقة بسيطة للمنازل أو الأشخاص و"جاب من الآخر" وقرر الاستيلاء علي أموال البنوك وتنكر فى شخصيات متعددة ليتمكن من العمل فى شركات نقل أموال البنوك وبالتالي سرقتها، ونجح في تنفيذ عدة جرائم وكان يعود عقب كل جريمة بشخصية جديدة حتى سمي بصاحب الألف وجه .. ما هي حكايته .. وكيف يغير وجهه وطريقة سرقته لشركات نقل الاموال؟!
الاجابة سنعرفها من خلال التحقيق التالى

محمد رجل فى نهاية العقد الخامس من عمره يعيش فى منزل متواضع من دورين في حي العمرانية الشعبي مع زوجته واولاد ، مسجل خطر سرقات لكنه لايسرق المنازل أو الأفراد بل تخصص فى سرقة البنوك وشركات نقل الاموال والتي استطاع بحيله أن يعمل بها وكانت بدايته عندما حصل على بطاقة مزورة من أحد اصدقائه المزورين ليهرب من ملاحقة الشرطة فى عام 2012 عندما كانت البلاد تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني.
استغل البطاقة التى حصل عليها ليعمل كفرد أمن فى إحدى الشركات الخاصة بنقل الأموال ليقوم بسرقتها، ولم يتم كشف أمره لينتقل بعد مدة إلى إحدى شركات نقل الأموال ومقرها فى وسط القاهرة ليعمل كسائق لإحدى سيارات الشركة.
كان محمد يراقب كل شيء فى الشركة ويعد العدة ليقوم بجريمته الجديدة لكن بطريقة لا تكشفه بعد أن كون صداقات عديدة مع العاملين فى الشركة وكان يعرف بينهم بالحاج محمد فظاهره كان الطيبة وحسن المعاملة لكنه من داخله كان يخطط لسرقة الشركة وهو ما فعله حيث قام بقيادة سيارة نقل الاموال وذهب بها إلى منطقة خالية بالقرب من كرداسة وترك السيارة بعد أن استولى على أكثر من 2 مليون جنيه ولم يعثر له على أي اثر، اختفى عدة اشهر ثم عاد ليعمل فى شركة اخرى واستمر على ذلك حتى عمل في إحدى الشركات فى أول العام الحالى واستمر فى نفس افكاره وخططه الشيطانية ومثلما كان يفعل سابقا سرق محمد سيارة الشركة من أمام البنك الذى كان من المفترض أن ينقل الأموال التي بحوزته إلى أحد الأفرع الأخرى للبنك وفر هاربًا فأبلغت الشركة الشرطة.
إخطار
تلقى اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة اخطارًا من اللواء محمود خليل نائب مديرالإدارة العامة لمباحث الجيزة يفيد بقيام هانى . م . م 48 سنه قائد سيارة نقل أموال تابعة لإحدى شركات الحراسات ونقل الأموال بالاستيلاء على السيارة وبداخلها مبالغ مالية قدرت بـ 2 مليون جنيه مصرى ، 45 ألف دولار أمريكى ، 41,435 ألف ريال سعودى ، 100 دينار كويتى ، 5 آلاف يورو اثناء توقفها أمام أحد البنوك بالعجوزة وعلى الفور أمر مدير الأمن بتتبع خط سير السيارة عن طريق جهاز التتبع ( G B S ) بالتنسيق مع مسئولى الشركة حيث أمكن تحديد مكان تواجدها بالطريق الدائرى محور المنيب بالعمرانية .
على الفور تم إخطار الرائد محمد الجوهرى رئيس مباحث العمرانية لتفقد الحالة الأمنية على الطريق ليتم ملاحقة وتتبع السيارة ومطاردتها وعندما شعر المتهم بملاحقة قوات الامن له اضطر للتخلى عنها وما بداخلها من مبالغ مالية وفر هاربًا خشية ضبطه وتم ضبط السيارة المستولى عليها وبداخلها المبالغ المالية كاملة.
وعقب ذلك امر مدير الامن بتشكيل فريق بحث بقيادة العقيد علاء فتحى مفتش مباحث العمرانية لسرعة ضبط المتهم الهارب حيث أسفرت التحريات أنه ينتحل اسم هانى . م . م ، بينما اسمه الحقيقى محمد . ف . أ 55 سنه عاطل ومقيم بالعمرانية سبق اتهامه فى قضيتين آخرهما قضية سرقة وبمعرفة هذه المعلومات تم استهداف المتهم بمقر إقامته والأماكن التى يتردد عليها والمحتمل هروبه واختبائه بها.
وأعدت قوات الامن الاكمنة على أماكن تردده أسفرت إحداها عن ضبطه أثناء تردده على أحد العقارات بالعمرانية وبتفتيشه عثر بحوزته على 4 بطاقات رقم قومي اثنين منهم بالاسم المنتحل والباقين باسمه الحقيقي وبمواجهته اعترف بارتكابه جريمة سرقة سيارة الأموال وكانت المفاجأة أنه اعترف بارتكابه وقائع سرقات كثيرة بنفس الطريقة وكانت آخرها سرقة 1,5 مليون جنيه من أحد البنوك أثناء عمله بإحدى شركات نقل الأموال والمحرر بشأن الواقعة المحضر رقم 6703 جنح قسم شرطة قصر النيل لسنة 2012 واستخدامه البطاقة المنتحلة للهروب من ملاحقات الأجهزة الأمنية ومحاولة ارتكاب وقائع أخرى تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتحرير محضر بالواقعة وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه 15يومًا على ذمة التحقيق.
"أخبار الحوادث" التقت مع المتهم أثناء نقله للنيابة للتحقيق معه حيث قال إنه تخصص في سرقة البنوك عن طريق البطاقة المزيفة التي حصل عليها من أحد المزورين بمنطقة كرداسة ليقوم بانتحال صفة الشخص الآخر.
وأضاف أنه عمل في عدة شركات لنقل الاموال فكان يتقدم للوظيفة ويعمل جاهدًا على كسب ثقة رؤسائه حتى يستطيع أن يعد لسرقته ولا يشك فيه أحد وينتظر اللحظة المناسبة التى يكون فيها كل شيء جاهز ليقوم بسرقته ويفر هاربا لكن هذه المرة شعر بأنه سيتم القبض عليه وهو ما حدث بالفعل ليلقى جزاء ما فعله من قبل كما قال لنا فى نهاية حديثه.

محمد طلعت