مضت 23 عاماً منذ اختفى زوج ليندا إيزيلر، المواطنة الأميركية التي تقطن في ولاية إنديانا، وكانت تظن أن ريتشارد هوغلاند الذي تزوجته قبل 11 عاماً واختفى في ظروف غامضة، قد مات.
لكن اتصالاً من أحد المحققين بشرطة مقاطعة «باسكو» بولاية فلوريدا بدد كل تلك الخيالات، حين أخبر السيدة ليندا أن زوجها ما يزال على قيد الحياة، وفقاً لما أوردته شبكة ABC News الأميركية.
روت ليندا تفاصيل المكالمة قائلة: «سألني المحقق إذا كنت أعرف شخصاً يدعى ريتشارد هوغلاند، فقلت له نعم إنه زوجي، فقال لي إنه لدينا في السجن».
وتفيد تفاصيل القصة الغريبة، وفقاً لرواية الشرطة، أن الرجل الهارب وبعدما تخلى عن عائلته في العام 1993 انتقل إلى ولاية فلوريدا وبدأ فيها حياة جديدة من الصفر بأوراق مزورة.
وقرر هوغلاند أن ينتحل شخصية رجل آخر متوفى يدعى تيري سيمانسكي كان يعمل صياداً واختفى في العام 1991، مستفيداً من تشابه تواريخ الميلاد.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن غياب الصياد هو الآخر واختفاءه سهل لهوغلاند التستر خلف شخصيته، وهو ما ساعده في بدء حياة جديدة واستخراج رخصة قيادة باسم تيري سيمانسكي، ثم عاش حياة طبيعية في مقاطعة «باسكو» وتزوج وأنجب بعدها طفلاً دون أن يثير الشكوك حول هويته القديمة أو الجديدة.
وبدأت تفاصيل القصة تتكشف بعدما قرر ابن شقيق الصياد، الذي قيل إنه غرق في البحر بعمر 33 عاماً، البحث عن عمه عبر موقع Ancestry.com، ليتفاجأ بأحد الأشخاص يحمل اسم عمه ويعيش في وسط فلوريدا.
ويقول الشاب إنه رغم علم العائلة أن عمه اختفى أو توفي أو كما يشاع أنه غرق في البحر، إلا أن المعلومات الجديدة كانت تشير لوجوده على قيد الحياة وأنه تزوج عام 1995 ويمتلك عقاراً في مقاطعة «باسكو».
وانتظرت عائلة الصياد الحقيقي ثلاث سنوات قبل الإبلاغ عن عمهم المزيف، حيث تكتموا على الأمر خوفاً من أن يتعرضوا للأذى من الشخص الدخيل على عائلتهم، إلا أنهم أبلغوا السلطات بالأمر في نهاية المطاف أبريل الماضي.
واعتقل هوغلاند، بعمر 63 عاماً، في يوليو الماضي، بتهمة الاحتيال وانتحال هوية شخصية أخرى، ورغم ذلك لم يتم الكشف عن تلك الواقعة للعلن إلا عندما تحدثت زوجته عبر القناة التلفزيونية.
وتشير ليندا إلى أن «اختفاء زوجها لم يكن منطقياً وجاء دون أي سبب أو سابق إنذار، فالعائلة كانت تعيش في بيت كبير وتخرج في إجازات و«كان الزواج صحياً ولدينا طفلان أحدهما بعمر 9 سنوات والآخر بعمر 6 سنوات حينها، وفي لحظة تغير كل شيء».
وكشفت عن تفاصيل ما حدث في تلك اللحظة الحاسمة قائلة: «اتصل بي من العمل وقال إنه مريض ويحتاج للذهاب إلى المستشفى، وعندما عرضت عليه الذهاب معه رفض وقال إنه ليس لديه وقت للانتظار»، وبعد اختفائه أبلغت المستشفيات كافة حتى تعثر عليه، دون جدوى.
لكنها كشفت عن حديث دار بينهما أبلغها فيه بأنه كان مطلوباً من بداية التسعينيات من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بتهمة اختلاس الملايين من الدولارات وليس لديه خيار سوى مغادرة المدينة.
من جهته، قال جيري باير أستاذ القانون بجامعة تكساس للتكنولوجيا، إن «حالة انتحال الشخصية هذه غير طبيعية لأن معظم منتحلي الشخصيات يزيفون هوياتهم من أجل ارتكاب الجرائم، ويبدو أن هوغلاند نجح في التستر طوال تلك السنوات على هويته المزيفة نظراً لأن الهويات لم تكن تسجل رقمياً حينها، كما هو الحال الآن».
