جدلية زواج الأجيال الصاعدة في ظل تأثيرات و تداعيات الوسائط الإجتماعية.

إن هامش الحرية الواسع و التعاطي الكبير مع الوسائط الاجتماعية و صعوبة الرقابة و التحكم فيها ساهم من بين أمور أخري في خروج البعض علي الثوابت الدينية و الإجتماعية والأخلاقية وخلط الأوراق وركوب الأمواج و تأجيج الصراعات و إثارة النعرات و تضليل الرأي العام من خلال تمرير معلومات مغلوطة .
.إن قضية الزواج بصورة عامة هي قضية إجتماعية بحتة لا بد أن تخضع داخل مجتمعنا المسلم لضوابط دينية شرعية و أخلاقية وإجتماعية ( بحضور طرفي العائلة لأن الزواج في الأخير هو إنصهار عائلي كما هو مألوف في الأوساط الإجتماعية )
وبحكم تربية الأهل للأبناء أو ما يسمي بالإستثمار العائلي في الأبناء بإعتبارهم جزء من ملامح الحياة كما في الآية الكريمة ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا.......) صدق الله العظيم .
فبأي منطق أو عقل يخرج الأبوان صفر اليدين في هكذا وضعية عبر زواج خارج السرب.!!!
وحينما يعترض أهل الزوجة علي هكذا حالات يقوم أهل الطرف الآخر بتحريك القضية إعلاميا لتأخد بعدا إجتماعيا عبر إثارة العقد النفسية و الفوارق الإجتماعية و ركوب النعرات والشعور بالدونية كتشجيع للخروج علي القيم والثوابت الإجتماعية .فالزواج كما يقال بالعافية.
إن تغيير عقلية المجتمعات تتطلب الكثير من التضحيات وتجاوز عقد و مآسي الماضي و التصالح مع الذات في ظل عولمة عارمة أختزلت العالم في قرية واحدة و أستباحت خصوصيته في كل أمور ومتطلبات الحياة.
بالإضافة الي ما سبق فإن سبب و مرد هذا الإستنكاف و عدم الخضوع لضوابط المجتمع المحافظ هو عزوف الأجيال الصاعدة عن الرجوع الي الدين كمرجعية و مقاس لكل الأمور الإجتماعية و الدنيوية والرغبة في التحرر من تقاليد وعادات المجتمع.
أو ربما تناسي للآية الكريمة ( واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون...) صدق الله العظيم
وكذلك عزوف رجال الدين انفسهم عن تبيان شرع الله و قول الحق وإنارة الرأي العام في كل القضايا التي شكلت مواقف متباينة و مصدر غلق لدي البعض وخاصة في هكذا ظروف.
وضرورة مواكبة العلماء للعصر و لوسائل التواصل الإجتماعي و ما أحدثته من ثورة في المفاهيم داخل المجتمع قد تحتاج الي أكثر من رأي فقهي وديني.
حفظ الله موريتانيا من كل سوء و مكروه.
اباي ولد اداعة.