ما الذى يا ترى دفع السلطات العمومية لتوقيف المهرجان الدولي للمديح فى معطى مولانا؟! / محمد ولد الخطاط ـ إعلامي

 

 

 

ما إن انطلقت فعاليات النسخة الثانية من المهرجان الدولي للمديح بإشراف هيئة المدينة التربوية فى معطى مولانا، بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف وتعظيما لذكراه صلى الله عليه وسلم، حتى صدر الأمر بتوقيف المهرجان دون سابق إنذار! 
 
و قد تم هذا،  رغم حضور شخصيات بارزة على المستوى الديني والثقافي و الدبلوماسي قدموا من داخل البلد وخارجه،  بالإضافة إلى تمثيل منظمات اقليمية و دولية فى المهرجان.
 
   وكانت المنصة الفاخرة التى نصبت للمهرجان ، قد استضافت أولى تبادل الكلمات الافتتاحية لهذا الحدث المشهود، الذى اتخذ ابعادا عالمية، والذى أظهر من مدينة معطى مولانا نموذجا صالحا يحتذى به ومصدرا للفخر على الصعيدين الوطني والدولي، وهي  تكتسب بالفعل سمعتها الطيبة باعتبارها رباطا ومعقلا روحيا لقوة الدين فيها والتصوف. 
 
إن قوة البصيرة لدى  فضيلة الشيخ الحاج المشري وبعد نظره جعل معطى مولانا  يستقطب  اهتمام هذا الجم الغفير  من الناس، على اختلاف أعراقهم وألوانهم وأجيالهم، رجالا  و نساء مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ودون تمييز فيما بينهم، حول ظاهرة فن المديح المحبوب  عند الشعب الموريتاني . هل شكّل هذا مصدر إزعاج؟
 
و هل اصطدم مهرجان المديح بمخطط سياسي لا يتناسب مع السعي الجاد للسلطات الادارية في الركيز (حيث تتبع المدينة التربوية) التى حرصت  على أن ينجح؟
  من المؤكد أن حزب الإنصاف نظم مهرجانا مماثلا ونصب منصة تماثل تلك التى فى معطى مولانا، من غير تشويش ولا مضايقة ولا إيقاف، وإن كان مهرجانهم لم ينل صدى ولا نجاحا كبيرا، فهنا لا يخفى أنه  لم يبق من تفسير لذلك التوقيف غير انتهاج سياسية المعايير المزدوجة.
 
و دون أن أقصد إثارة الجدل حول هذا الموضوع أو ركوب موجة التصعيد والمزايدة ، أسمح لنفسى هنا  أن اسأل أولئك الذين أصدروا الأمر بتوقيف فعاليات مهرجان المديح ، فهل يريدون بذلك ان يرسلوا لنا رسالة بأن أمر السياسة أهم من أمر الدين؟! 
 
فمقتضى إجرائهم هذا يوحى بأن عمل المهرجان الدولي للمديح  فى معطى مولانا والخاص بتعظيم وإجلال النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة حلول ذكرى مولده واسمه عليه الصلاة والسلام ، هو عمل عندهم فى سلّم الاهتمام ليس إلا  من الدرجة الثانية؟! 
 
أين يكمن الخطأ يا ترى ؟ هل سيئ اختيار الوقت المناسب ؟  أم هو فى الأسلوب المعتمد  على مستوى الهيئة المنظمة فى معطى مولانا؟
 
لكن بالمقابل، هل الذين اتخذوا  هذا القرار يَعُونَ جيّدا ، حجم المسؤولية الأخلاقية و الأضرار  الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الناجمة عن هذا التوقيف؟
  
هل من الإنصاف الإستهانة وعدم اعتبار هذا  الجم الغفير من الناس ، الذين جاءوا من بلاد شتى لحضور تظاهرة دينية  لا تحمل أي  صبغة سياسية و لا يهمهم إلا تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، ولا غرض لهم سوى ذلك؟
 
والحقيقة التى  لا غبار عليها أن فضيلة الشيخ الحاج المشري و أتباعه يدعمون السلطة الحالية بقيادة الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني، رغم أن السياسة ليست هي من أولويات اهتماماتهم، لأن الأهم  عندهم هو فى مواصلة السير على نهج الشيخ محمد المشري ذو البصيرة الربانية  الذى أراد ان يؤسس فى معطى مولانا مدينة تربوية تقوم على اساس من التقوى مع مسايرة متطلبات العصر الحديث والعمل للدار الآخرة.
 
وكان الشيخ الحاج المشري قد عقّب في كلمته حول توقيف المهرجان، أن قرية تربوية أهم عنده من مدينة غير تربوية، وهذا لا يتعارض من أن يكون للقرية طموحا في التوسع والنمو  كما و كيفا، لكن مع التمسك بصبغة القرية التربوية دائما.
 
ترجم المقال بتصرف طفيف الى اللغة العربية:
الخبير الإعلامي ـ محمد المختار بن خيري